إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الموسوعة العالمية للأسلحة / الفصل التاسع: البوارج Battleships




البارجة ويسكنسن
البارجة ميسوري





الفصل الثالث: المدمرات

مقدمة

في العيد المئوي للولايات المتحدة الأمريكية، عام 1876، نُشر تقرير في بريطانيا عن أقوى خمسة عشر دولة، من حيث القوة البحرية، فلم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ضمن هذه الدول، التي شملت آنذاك البرازيل وبيرو والنمسا وتركيا.

مع نهاية القرن التاسع عشر، تغير الفكر العسكري الأمريكي، وبدأ التحول الجذري في القوة البحرية الأمريكية، حيث انضمت البارجة ماين Maine، التي استغرق بناؤها ما يقرب من تسع سنوات، إلي الأسطول الأمريكي عام 1895، وأصبحت أشهر بارجة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وكان تدميرها في هافانا عاصمة كوبا، السبب في اندلاع الحرب الأمريكية الأسبانية.

وخلال تلك الحرب، انضمت بوارج أخري إلي الأسطول الأمريكي، منها البارجة أوريجون Oregon والبارجة تكساس Texas؛ ونتج عن تلك الحرب سيطرة الولايات المتحدة علي جزر الفلبين، وهو أمر تتطلب بناء أسطول قوي، لحماية تلك الجزر ضد أي هجوم، خاصة من جانب اليابان. كما أن اتساع قناة بنما، الذي يبلغ 110 متر، تحكمّ في عرض البوارج الأمريكية، التي كان أكبر عرض لها لا يزيد عن 108 متر.

وبعد البارجتين ماين وتكساس، بدأت القوات البحرية الأمريكية في إعطاء أرقام متسلسلة لتمييز البوارج تبدأ بالحرفين BB. فحملت البارجة إنديانا Indiana   المسلسل BB-1، وحملت آخر بارجة أنتجتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي البارجة ويسكنسن  Wisconsin، المسلسل BB-64. 

وقد زوّدت البوارج الأولي، بأربعة مدافع ثقيلة، من العيار 12بوصة، 304.8 مم، مركبة على المحور الطولي للبارجة، إضافة إلي بطارية من عيار متوسط مجهزة علي الأجناب؛ وشهد عام 1905، تغيراً جذرياً في تصميم البوارج، حين أدي سباق التسلح بين المملكة المتحدة، وألمانيا، إلي ظهور البارجة البريطانية المتطورة دريدنوتس Dreadnoughts، التي تميزت بتفوق التسليح في جانبي قوة النيران ومداها؛ وأصبحت البارجة دريدنوتس نقطة التحول في تصميم البوارج، حتى أن أطلق اسمها علي عائلة البوارج، التي أنتجت بعدها بمواصفاتها. كما أطلق علي جيل البوارج الذي أنتج بعدها، "بوارج ما بعد دريدنوتس". ومن أوائل البوارج الأمريكية، التي بنيت طبقاً للتصميم الحديث في ذلك الوقت، البارجتان ساوث كارولاينا South  Carolina، وميتشيجان Michigan.

استمرت الولايات المتحدة الأمريكية، في تطوير البوارج، فكانت كل بارجة تبني أقوي من سابقتها؛ ولكن في عام 1922 أدي اتفاق خفض القوي البحرية الأمريكية، إلي الحد من سباق بناء البوارج، وبتوقيع هذه الاتفاقية، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية علي التوقف عن بناء ثلاث عشرة بارجة جديدة.

وقد خرجت من أسطول البوارج الأمريكية، عشر بارجات من الخدمة، واستخدمت واحدة للتدريب كهدف إلي أن  أغرقت، وتحولت كل من البارجتين لكسنجتون Lexington، وساراتوجا Saratoga، إلي حاملتين للطائرات. كما تخلصت الولايات المتحدة من كل البوارج التي أنتجت قبل إنتاج البارجة South  Carolina.

استمر القيد المفروض على إنتاج البوارج إلي عام 1936، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، في إنتاج جيل جديد من البوارج السريعة، لتواكب سرعة حاملات الطائرات، التي تعمل البوارج معها. فطورت البوارج لتصبح سرعتها 28 عقدة، بدلا ًمن 22عقدة للبوارج من فئة نورث كارولاينا، وساوث داكوتاNorth Corolina, and South Dakota، ثم أصبحت 33 عقدة  في البوارج من فئة أيوا Iowa؛ اتخذت  الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ذلك، قراراً ببناء بوارج أقوي، من فئة مونتانا Montana، من حيث التّسليح والسّرعة. ولكن لم يُبينَ أي من هذه البوارج الجديدة، لأن المجهود الرئيسي خلال الحرب العالمية الثانية، توجه إلي بناء حاملات الطائرات.