إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / اتفاقيات التعاون العسكري، بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية




مفاعل ديمونة
الطائرة الإسرائيلية تسوفيت
الصاروخ الإسرائيلي حيتس

المعونة الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل
المبيعات العسكرية الأمريكية لإسرائيل
النظام نيوتيلس الإسرائيلي




الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

ملحق

التعاون في مجال الفضاء

في عام 1977، عقدت المجموعة العلمية العالمية المؤتمر السنوي للمنطقة الدولية لعلوم الفضاء في إسرائيل، وشارك في هذا المؤتمر 500 عالم من ثلاثين دولة. وكان ذلك بمثابة اعتراف دولي بإنجازات إسرائيل في مجال الفضاء. ثم بدأت مرحلة التطوير وإعادة التنظيم، والتي استغرقت معظم سنوات الثمانينيات. وتميزت هذه المرحلة بالاهتمام المكثف بأبحاث الفضاء على مستويات عديدة، وتحويل هذه الأبحاث إلي واقع ملموس، ولهذا الغرض قام وزير العلوم الإسرائيلي ـ في ذلك الوقت ـ البروفيسور "يوفال نئمان"[1]، بإنشاء الوكالة الإسرائيلية لاستغلال الفضاء في عام 1983، وكان الهدف من إنشاء هذه الوكالة هو إرساء قاعدة أساسية صلبة، صناعية، وعلمية، لاستغلال الفضاء، والتنسيق بين مراكز البحث الفضائي المختلفة، المنتشرة في الجامعات والمعاهد، علاوة على تنظيم، وتوثيق روابط التعاون مع المنظمات الفضائية الخارجية. وأقامت الوكالة الإسرائيلية لاستغلال الفضاء لجاناً فرعية عديدة تعنى بالبحث العلمي، والملاحة الفضائية، والعلاقات الخارجية، والبنية الأساسية الفضائية، والتطبيقات الصناعية. وتختص كل لجنة بأهداف محددة في المجال الذي تعمل فيه. كذلك استهدف إنشاء هذه الوكالة، إيجاد مؤسسة حكومية تخصص لها ميزانية مناسبة، وتكلف الوكالة بالمهام التالية:

1. وضع برنامج فضاء إسرائيلي، والإشراف على تنفيذ وتوجيه هذا البرنامج.

2. دعم الأبحاث النظرية والتطبيقية في مجالات الفضاء.

3. تشجيع المؤسسات الصناعية الإسرائيلية، على إنتاج الأجهزة والمعدات الفضائية.

4. تطوير وتوطيد أواصر العلاقات، والتعاون مع التطورات الدولية الفضائية.

وفي عام 1984، شُكلت مجموعتان من علماء الفضاء، إحداهما تعمل في إسرائيل، والأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إنتاج القمر الصناعي الإسرائيلي الأول. واهتمت وكالة الفضاء الإسرائيلية، بتطوير علاقاتها في المقام الأول مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا NASA"، واهتمت إسرائيل بتشجيع المؤسسات الأمريكية لإنشاء فروع لها في إسرائيل، مثل شركة "ويش إسرائيل" للمكونات الإلكترونية لصناعة الفضاء، وشركة تيكتيم المتخصصة في إنتاج هوائيات الأقمار الصناعية، وكلتاهما فرعان لشركات أمريكية تعمل في مجال الفضاء.

ومن ناحية أخرى شهدت هذه المرحلة أيضاً، توسعاً في إنشاء مراكز أبحاث الفضاء، وتطور الصناعات الفضائية، ففي عام 1985، أنشئ مركز خاص بأبحاث الفضاء في المعهد التكنولوجي الإسرائيلي، التخنيون[2]، وكُلف بمهام أبحاث الفضاء، وتوجيه وتنسيق الأنشطة البحثية الفضائية الإسرائيلية، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، تمهيداً لإجراء مشاريع بحوث مشتركة في فيزياء الفضاء، وهندسة الطيران، وغيرها.

ولا شك أن الدعم الأمريكي الكبير، كان وراء النجاح الذي حققه البرنامج الإسرائيلي في مجال الفضاء، والتي وصلت إلى ذروتها في 19 سبتمبر 1988، عندما نجحت إسرائيل في إطلاق قمرها الصناعي الأول أفق - 1، ثم
أفق - 2، وأفق - 3 . وكان للتعاون الوثيق بين المؤسسات العلمية، والصناعية، والتجارية، التي تعمل في حقل الفضاء بالولايات المتحدة الأمريكية، مع المؤسسات الإسرائيلية في مجال الفضاء، أثره الكبير في فتح الطريق في الحصول على معدات إلكترونية لخدمة أغراضها الفضائية، والتي عادة ما يصعب، أو يتعذر الحصول عليها لسريتها.

والواقع أن الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها الفضل الأكبر في نجاح إسرائيل في إنتاج أقمارها الصناعية، وفى التقدم المطّرد لبرنامج الفضاء الإسرائيلي، ومن مدلولات هذا التعاون ما يلي:

1. عرضت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، استخدام مركبات الفضاء الأمريكية في إجراء التجارب الإسرائيلية، دون مقابل مادي.

2. التعاون الوثيق بين الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، ومكتب الاستطلاع الأمريكي، رغم أن هذا المكتب يعتبر من المؤسسات الأمريكية، التي تصنّف تحت بند سرى للغاية. حيث استطاع الموساد الإسرائيلي أن يحصل منه على خلاصة تحليلاته للموقف، بل استطاع أن يحصل على الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية الأمريكية.

3. يحتاج تجهيز القمر الصناعي الإسرائيلي أفق - 1 إلى معدات بصرية، وآلات تصوير متطورة، ولم تكن هذه الأجهزة متوفرة في إسرائيل، ولهذا فقد حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية.

4. ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية، في إمداد إسرائيل بالوقود الصلب، الذي استخدم في إطلاق صواريخ الأقمار الإسرائيلية أفق - 1 وأفق - 2.

5.     قيام وكالة "ناسا" الأمريكية للفضاء، بإنشاء محطة لإسرائيل، تعتمد على أشعة الليزر لعمل دراسات عن أحوال الجاذبية في الظروف المختلفة.

6. محاولة إسرائيل المشاركة في البرنامج الفضائي الأمريكي، وذلك اعتمادا على خبراتها في هذا المجال، بعد نجاحها في إنتاج وإطلاق أقمارها الصناعية. وقد جاءت أولى محاولاتها في شهر أغسطس 1988، أثناء لقاء البروفيسور "يوفال نئمان" مع نائب الرئيس الأمريكي "دان كويل" الذي يعتبر بحكم منصبه رئيساً محلياً لمجلس الفضاء القومي بالولايات المتحدة الأمريكية، وطلب منه الموافقة على إسناد دور محدد لإسرائيل في برنامج الفضاء الأمريكي، على غرار الدور الذي تقوم به إسرائيل في مبادرة الدفاع الإستراتيجي، حرب النجوم SDI. ووافقت الولايات المتحدة الأمريكية على الطلب الإسرائيلي، وشمل هذا التعاون المجالات الآتية:

أ. مشاركة إسرائيل في برنامج رحلات المتنقل، أو "المكوك " الفضائي الأمريكي، وما يتضمنه ذلك من إمكانيات وضع الأقمار الصناعية في مداراتها.

ب. إجراء الأبحاث العلمية، المتعلقة بالظواهر الطبيعية في طبقات الجو العليا.

ج. معاونة إسرائيل في إنتاج أقمار الاتصالات "عاموس"، من الناحيتين التكنولوجية والمادية.



[1]  يوفال نئمان، هو المؤسس الفعلي لبرنامج الإسرائيلي، وهو سياسي يميني عمل من قبل في الموساد الإسرائيلي، ثم وزيراً في حكومة بيجن الثانية، ثم في حكومة شامير خلال الفترة من عام 1980 - 1984، ثم تولى رئاسة وكالة الفضاء الإسرائيلية.

[2]  أنشى هذا المكتب في الستينات بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية CIA والقوات الجوية، وتلقى هذا المكتب معلومات أقمار التجسس الأمريكية، ويقوم بتفسيرها، وتحليلها ، والخروج منها بالمعلومات لتقدير الموقف الإستراتيجي العالمي.