إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود




الملك سعود بن عبدالعزيز
الملك سعود يفتتح أحد المشاريع
الملك سعود يقدم وساماً





ملحق

ملحق

برقية الملك عبدالعزيز إلى ولي عهده الأمير سعود، يوم بيعته بولاية العهد

أرسل الملك عبدالعزيز برقية نصح وإرشاد، إلى ولي عهده الأمير سعود، هذا نصها:

الرقم 275 ـ تاريخ 18 محرم 1352هـ

الرياض: الابن سعود

لقد أحطت علماً بما ذكرت، أمّا من قبل ولاية العهد فأرجو من الله أن يوفقك للخير. تفهم أننا نحن الناس جميعاً ما نعز أحداً ولا نذل أحداً، وإنما المعز والمذل هو الله سبحانه وتعالى، ومن التجأ إليه نجا، ومن اعتز بغيره "عياذاً بالله" وقع وهلك. موقفك اليوم غير موقفك بالأمس. ينبغي أن تعقد نيتك على ثلاثة أمور:

أولاً ـ  نية صالحة وعزم على أن تكون حياتك، وأن يكون دينك، إعلاء كلمة التوحيد، ونصر دين الله. وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله، والتضرع بين يديه في أوقات فراغك، تعبد الله في الرخاء تجده في الشدة. وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر، وصدق في العزيمة، ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدق وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.

ثانياً ـ عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم، بالنصح سراً وعلانية، والعدل في المحب والمبغض، وتحكيم هذه الشريعة في الدقيق والجليل، والقيام بخدمتها باطناً وظاهراً، وينبغي أن لا تأخذك في الله لومة لائم.

ثالثاً ـ عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، وفي أمر أسرتك خاصة. اجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخاً، وصغيرهم ولداً. وهن نفسك لرضاهم، وامح زلتهم، وأقل عثرتهم وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك؛ فإذا فهمت وصيتي هذه، ولازمت الصدق والإخلاص في العمل، فأبشر بالخير.

أوصيك بعلماء المسلمين خيراً. احرص على توقيرهم ومجالستهم، وأخذ نصيحتهم. واحرص على تعليم العلم، لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة. احفظ الله يحفظك.

هذه مقدمة نصيحتي إليك، والباقي يصلك إن شاء الله في غير هذا. سيبايعك الناس في الحجاز يوم الاثنين، وسيقبل البيعة عنك أخوك فيصل، وسيصل إليك هو وأفراد الأسرة لتبليغك بيعة أهل الحجاز، وليبايعوك عن أنفسهم، وأرجو من الله أن يوفقك للخير.

عبدالعزيز

 

جواب الأمير سعود

رقم 221- تاريخ 19 محرم سنة 1352هـ

جلالة مولاي الملك المعظم أيده الله:

جواباً على برقية مولاي عدد 275 المؤرخة في 18 منه، فإن جميع ما ذكره مولاي لخادمه هو عين الصواب، وأنه لا قوام لديننا ودنيانا إلا بالله ثم به. من اتبعه نجا بنفسه ونجا من ولاه الله عليه. وإني إن شاء الله سأجتهد، واعتمد ما ذكره مولاي من النصائح الدينية والدنيوية. وأرجو إن كان الله يعلم مني ذلك، أن يوفقني لرضاه ثم لرضا جلالتكم، وأن يوفقني لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وولايتهم. وإن كان يعلم مني ضد ذلك، فأسأله تعالى أن يكفي المسلمين شري، وأن يرد كيدي وكيد كل كائد على المسلمين إلى نحره. وسأبذل الاجتهاد إن شاء الله في سبيل كلمة التوحيد، وتقويم الشريعة المحمدية. والنصح للإسلام والمسلمين ظاهراً وباطناً، والنصح لولايتهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة ذلك على كائن من كان. أرجو الله أن يعيننا على ذلك ويمنحنا التوفيق والسداد. إن النية التي ينطوي عليها خادمكم إن شاء الله هي:

أولاً ـ إعلاء شأن كلمة التوحيد، وتأييد الشريعة الإسلامية، والنصح لولاية المسلمين وإنزال الناس منازلهم، خصوصاً أسرتنا كبيرهم وصغيرهم، كما تفضل به مولاي، كبيرهم أب، وأوسطهم أخ، وصغيرهم ولد، والعدل بين الرعية. وإني أعاهدك بالله على ذلك، وإني ما ألبس ثوب عافية دونها. وسأكون إن شاء الله مقيلاً لعثرتهم، حليماً على جاهلهم، وهذا إن شاء الله هو العمدة في الدين والدنيا.

ثانياً ـ سأتخذ الصدق إن شاء الله والإخلاص والجد في العمل، وسأوقر علماء المسلمين وأجالسهم، وآخذ بنصائحهم وسأحضهم على تعلم العلم والتعليم، وهذه هي العقيدة والتوفيق بيد الله.

ثالثاً ـ إن ما ذكره مولاي عن موقفي أمس وموقفي اليوم، وأن الأمر لا يصلح إلا بالعمل الصالح والخالص لوجه الله، وعبادة الله وحده والتضرع إليه في الخلوات والالتجاء إليه وحده، فهذا الذي فيه النجاة، وهذا الذي يرجى التوفيق إن شاء الله لأنه كما ذكر مولاي من التجأ إليه نجا، ومن اعتز بغيره وقع وهلك.

نرجو أن يمن الله علينا بالهداية، وأن يأخذ بناصيتنا، ويستعملنا فيما يرضيه، وبما يكون فيه صلاح الدين وولاية المسلمين. وإني لأعلم بأن الله لم يظهركم إلا بسبب كلمة التوحيد والعقيدة الصالحة التي بين الإنسان وربه. أرجو أن يوفقنا الله لذلك. وإن شاء الله إن صلاحك سيصلحنا، وإن نيتك الطيبة إن شاء الله تعمنا. والأمور التي أوصيتني بها أضعها نصب عيني، وسأبذل جهدي إن شاء الله بما يعود منه المصلحة لديننا ودنيانا، والتوفيق بيد الله. وأرجو من مولاي الدعاء لخادمه بالبيت الشريف، وأرجو من الله أن يديم لنا ولكافة المسلمين بقاءكم، ولا يرنا فيكم ما نكره.

والله يا طويل العمر إني يوم قرأت برقيتكم ما قدرت على إتمامها لتردد عبرتي وضيق صدري، والله أسأل أن يطيل عمركم ويجزيكم عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء. أوصيت فأبلغت، وستظل وصيتك في قلبي راسخة إن شاء الله ما حييت. أرجو أن يمد لنا في حياتك.

ذكر مولاي أن البيعة تكون يوم الاثنين في الحجاز، وأن الأخ فيصل والعائلة سيقدمون إلينا بالبيعة، حياهم الله. والذي يراه مولاي هو المبارك إن شاء الله، وإني انتظر ما سيتفضل به عليَّ مولاي بعد هذا. وأرجو من الله لا يخلينا منك، وأن يمتعنا وجميع المسلمين بحياتك.

19 محرم.

الابن سعود