إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود




الملك سعود بن عبدالعزيز
الملك سعود يفتتح أحد المشاريع
الملك سعود يقدم وساماً





اشتراكه مع أبيه في الغزوات

اشتراكه مع أبيه في الغزوات

غزوة ياطب

كان الملك عبدالعزيز قد عين ابنه، الأمير تركي بن عبدالعزيز، أميراً على القصيم، وأمره بالتصدي لقوات ابن رشيد. فمكث الأمير تركي نحو سنتين في بريدة. ولكن الملك قرر بعد ما وقع من ابن رشيد، أن يسير إليه بنفسه، فجهز جيشاً قوياً سار به غازياً. وكان سعود معه حتى وصل إلى ياطب ـ وهي بئر قريبة جداً من حائل ـ عام 1338هـ/1919م. وحالف النصر الملك عبدالعزيز، ضد ابن رشيد، مما اضطره إلى طلب عقد اتفاق الصلح على شروط معينة. وأبلى سعود في هذه المعركة بلاءً حسناً. وبعد الرجوع من هذه الغزوة، تزوج سعود للمرة الأولى من ابنة عمه سعد بن عبدالرحمن.

ولكن لم يمر وقت طويل حتى نكث ابن رشيد العهد، فأمر الملك ابنيه (تركياً وسعوداً) أن ينطلقا فوراً إلى بريدة، فلما بلغ الخبر ابن رشيد عدل عن فكرته الأولى، وكاتب الملك طالباً إبقاء الاتفاق كما كان.

غزوة تربة

شارك الأمير سعود والده الملك عبدالعزيز في زيارته لتربة، عقب وقعتها المشهورة 1337هـ/ 1919م. وبعد أن أقاما فيها فترة وجيزة، رجع الملك إلى الرياض، وأمر الأمير سعوداً على سرية قوية عهد إليها بتأديب بعض قبائل عتيبة الموالين للأشراف في الحجاز. وكانت هذه الغزوة أول أعماله الحربية منفرداً، ورافقه فيها ابن ربيعان وابن محيا والضيت، من كبار رجال عتيبة. ورافقه كذلك الشريف منصور بن غالب بن لؤي والأميران سلمان وسعود ابنا عبدالله من آل سعود.

شرع سعود في أعماله التأديبية، فكانت الحركة الأولى على (الخراص) من مشايخ عتيبة، وكان على ماء (شرمة) بقرب الدفينة، فوقعت في أواخر رمضان عام 1337هـ/ يونيه 1919م، معركة عظيمة انتصر فيها الأمير على خصمه، وشتت شمله. وسار من شرمة إلى الدفينة، ففعل بالذين عليها مثل ما فعل بسواهم.

وكانت انتصاراته متوالية وكسبه عظيماً حتى أن الغنائم، التي قُسمت بعد المعارك، تجاوزت ثلاث آلاف بعير وعشرة آلاف رأس غنم. وقفل راجعاً إلى الرياض في رمضان عام 1337هـ، ووصلها بعد والده بيومين، وهذا دليل على سرعة إنجازه لعمله.

غزوات أخرى

بعد رجوع سعود إلى الرياض، جهز والده جيشاً إلى الشمال لغزو ابن رشيد، وتوجه سعود إلى بريدة بمجموعة من المقاتلين. ثم نزل الطرفية بالقصيم، وترك أثقاله وخيامه فيها. وتقدم إلى الشعيبة فعلم أن عليها عمالاً للزكاة تابعين لابن رشيد، والعربان مجتمعة عليهم، فصبّحهم على الماء، وأخذ ماشيتهم وحلالهم. كما ظفر بالأموال التي كانت مع عمال الزكاة. وأرسل سرية إلى قرب البقيعة، ثم تقدم بنفسه إلى الأجفر. ولكنه لم يلق عليه قتالاً شديداً، فانكف إلى بريدة، ثم قفل إلى الرياض.

استراح في الرياض بضعة أشهر، ثم رافق والده إلى بريدة، حيث كان الاتفاق على تقسيم الغزاة إلى فريقين: أحدهما بقيادة شقيق الملك، الأمير محمد بن عبدالرحمن، والثاني بقيادة سعود. ووجهته الجبهة الشمالية، المسماة بالصحن بين الجوف والحزول. هناك التقى بقوات من شمر، فدحرها وغنم حلالها، ثم نزل الحزول، ومنها عاد إلى بريدة كما عاد إليها عمه الأمير محمد.

غير أن الملك عبدالعزيز أراد أن يعود سعود إلى مهاجمة حائل. فجمع من تيسر لديه من الرجال، وتوجه بهم إلى قرب حائل. وكانت المناوشات تقع كل يوم بينه وبين شمر، حتى فوجئ، في أحد الأيام، بنزول أمير حائل، عبدالله بن متعب بن رشيد، في مخيمه، عارضاً الطاعة، وطارحاً نفسه بين يديه، خوفاً على نفسه من ابن عمه الأمير محمد بن طلال آل رشيد. وتم الاتفاق إذ ذاك على فك الحصار عن حائل، فرجع سعود إلى الرياض، ومعه عبدالله ابن متعب بن رشيد.

ولكنه لم يمكث فيها إلاّ أسبوعاً واحداً؛ لأن الملك عزم على المسير إلى حائل بنفسه، فسار سعود في ركابه، واشترك في أكثر الحركات الحربية التي أدت إلى احتلال حائل واستسلام محمد بن طلال كذلك.

معركة السبلة وتأديب زعماء الأخوان المتمردين

اشترك سعود مع والده في معركة السبلة المشهورة، ضد متعصبة الإخوان عام 1347هـ/1929م، الذين تزعمهم فيصل الدويش وسلطان بن بجاد. وكان الأمير سعود قائداً لأهل العارض في المعركة، وتولى قيادة الجناح الأيمن للقوات السعودية. وانهزم الإخوان في هذه المعركة، وجرح الدويش.

وحينما استعرت الفتنة مجدداً في العام التالي، أمره والده الملك عبدالعزيز، وكان آنذاك في مكة، أن يتحرك حالاً على رأس قوة كبيرة إلى الأحساء لاستلام الإمارة من الأمير عبدالله بن جلوي، الذي اشتد به المرض والحزن على فقد ولده فهد. وتصدى الأمير سعود بقواته للعجمان المتمردين، مع زعيمهم ابن حثلين، ومنع اتخاذ الإخوان تلك المنطقة قاعدة لاعتداءاتهم وغزواتهم. ومكث في الأحساء بضعة أشهر يدير الأمور بها.

ولم يشترك سعود مع والده فيما بعد، في تعقب العصاة من زعماء الإخوان، في سهل (الدبدبة)، لأن والده عهد إليه بالمكث في الرياض، نائباً عنه في تهدئة الأمور مدة غيابه.

توليه قيادة الجيوش السعودية في نجران وعسير

تولى سعود قيادة الجيوش السعودية المرابطة في نجران وعسير عام 1352هـ، واتخذ مقر قيادته في خميس مشيط وأبها. وحينما انقطعت المفاوضات في أبها، وتلبدت الغيوم في الأفق نقل مقر القيادة من خميس مشيط إلى ظهران الجنوب. ثم كان على رأس الجند المهاجم للبلاد اليمانية، وجعل مقره في البلاد المحتلة في مكان اسمه (النفقة) ما بين باقم وصعدة، ثم في الثويلة. ومكث في هذا المكان، طوال المدة التي استمرت فيها الأعمال الحربية ضد اليمن، والتي تلت طلب الإمام يحيى لعقد الصلح، وكانت خطة سعود أن يخلص نجران من يد الجيش اليماني الموجود فيها، ويخرج الجنود اليمانيين من الجبال التي احتلوها بين عسير وتهامة، وفي الوقت نفسه القضاء على القوات اليمانية التي كانت محتشدة في صعدة وأطرافها. وحينما وقعت معاهدة الصلح عام 1934م، توجه إلى نجران، وأشرف على تنظيم إدارتها، بعد إعلان انضمامها إلى المملكة العربية السعودية.

وبعد أن أكمل مهمته بها خير قيام قفل راجعاً إلى الحجاز، ولكنه لم يمكث فيه طويلاً وسافر إلى الرياض. وكان الأمير يتولى الأمور في نجد في غيبة والده بالحجاز.

ذهابه إلى الحج أول مرة

حينما قرر الملك عبدالعزيز القدوم إلى الحجاز، في أواسط ربيع الأول عام 1343هـ/ أكتوبر1924م، أناب الأمير سعود في مكانه في نجد، على أن يعمل بمشورة جده الإمام عبدالرحمن الفيصل. وبعد أن استتب الأمر للملك في الحجاز، طلب سعود من والده، السماح له بالحج في معية جده الإمام عبدالرحمن، فأذن له. وقدم الأمير برفقة جده، ومعه القسم الأعظم من العائلة، وأكثر أهل العارض. وبلغ عدد أهل الركب أكثر من ألفي فرد بين ذكر وأنثى. ووصلوا مكة في الخامس من ذي الحجة 1344هـ/16 يونيه 1926م. وفي أثناء الحج حصلت فتنة المحمل المصري، فأوفده والده بقوة من الجند إلى مخيم الحجاج المصريين لنجدة أخيه الأمير فيصل، الذي ذهب إلى المعسكر بحرس قليل معه لمنع البدو من الاعتداء على المحمل، واشتركا في حماية الحجاج من اعتداء الإخوان.

ذهابه للحج للمرة الثانية

بعد الانتهاء من تأديب عصاة الأخوان في أواخر عام 1348هـ/1930م، أدى الأمير سعود فريضة الحج، وأقام في الطائف بعد الحج بضعة أشهر، اطلع على أحوال الحكومة والشعب في الحجاز.

حجه عام 1353هـ، وحادث المطاف

ذهب سعود للحج عام 1353هـ، وكان إلى جانب والده في أثناء محاولة الاعتداء عليه في الحرم صبيحة عيد الأضحى، العاشر من ذي الحجة 1353هـ/ مارس 1935م. وقد أحاط بوالده مضحياً بنفسه دونه، وألقى نفسه على أبيه، يقيه الطعنة، ودفع المجرم بيده. ولما انقض مجرم آخر بخنجره يريد الملك؛ مس الخنجر أسفل الكتف اليسرى من ظهر الأمير سعود، وجرحه. وكان موقف الأمير داعياً إلى ابتهاج الناس، وترنمهم بشجاعته، وامتداحهم ثباته وسرعة تصرفه.