إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود




الملك سعود بن عبدالعزيز
الملك سعود يفتتح أحد المشاريع
الملك سعود يقدم وساماً





مرضه وخلعه ووفاته

مرضه وخلعه ووفاته

كان الأمير سعود، في شبابه الباكر، دائم الشكوى من مرض بجفونه، وقد أجريت له عمليتان في مصر عام 1926م. ثم أجريت له عملية ثالثة لإزالة شعرة في الجفن، في الرياض عام 1929م، أجراها طبيبان هنديان. ثم بدأت معه علل أخرى في المعدة والمفاصل وارتفاع ضغط الدم وغيرها. وتردد على مشافي في الشرق والغرب للتداوي، وفي بعض المرات كان ينقل في حالة حرجة إلى الخارج.

وبعد فترة من توليه العرش، ازدادت حدة الآلام، وكثرت أسفاره لأوربا للعلاج. ومن هذه الرحلات أنه غادر مطار جدة إلى روما في 2 محرم 1382هـ/6 يونيه 1962م، ومنها انتقل إلى بلدة بادجاستين بالنمسا في 11 صفر 1382هـ/11 يوليه 1962م، ومنها إلى بادنوهايم بألمانيا الغربية في 25 صفر 1382هـ/27 يوليه 1962م. وعاد إلى البلاد في 14 ربيع الأول 1382هـ/14 أغسطس 1962م.

وبعد أشهر قليلة غادر الظهران إلى سويسرا، حيث وصل جنيف ثم لوزان في رجب 1382هـ/ ديسمبر 1962م، وعاد بعد خمسة أشهر في ذي الحجة 1382هـ.

وبعد خلعه كذلك استمرت رحلاته العلاجية في أوربا، ففي سبتمبر1967م، كان يعالج في فيينا لدى طبيبه فلينجر. وأجريت له عملية استئصال الزائدة الدودية في القاهرة بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، في القاهرة، في 2 يناير 1968م، أجراها له اللواء الطبيب عبدالمجيد شهدي.

وكانت هذه الأمراض سبباً في اختلال مزاجه، وسرعة انفعاله، وتغيير مجرى حياته. وحاول أخوته بكل صدق وإخلاص، على مدى أربع سنوات أن يعيدوه إلى طبيعته الأولى بالاستعانة بالأطباء أولاً، كي يشفى من مرضه، ثم بكبار العلماء ورجال الدين ثانياً. لكن المرض كان قد استشرى في الجسم، وبدت مظاهره في بعض تصرفاته، الأمر الذي جعل كل المساعي تذهب أدراج الرياح. ومع اشتداد الخلاف بينه وبين ولي العهد الأمير فيصل اجتمع أهل الحل والعقد، من العلماء وأمراء الأسرة السعودية، وطلبوا من الأمير فيصل تولي أمور البلاد الداخلية والخارجية. وصدرت فتوى العلماء في هذا الخصوص في 16 شعبان 1383هـ/أول يناير 1964م، ووافق عليها أمراء آل سعود. ولما استمر الحال على ما كان عليه اجتمع أمراء الأسرة الحاكمة، وعلى رأسهم الأمير محمد بن عبدالعزيز، أكبر الأشقاء بعد الأمير فيصل، وشارك في الاجتماع العلماء، وعلى رأسهم مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وأصدروا فتواهم المؤرخة في 16 ذي القعدة 1383هـ/29 مارس 1964م، بنقل سلطات الملك إلى ولي العهد الأمير فيصل. على أن يبقى الملك سعود ملكاً له حق الاحترام والإجلال.

وفي 27 جمادى الآخرة 1384هـ/2 نوفمبر 1964م، اجتمع العلماء والقضاة والأمراء من آل سعود، واستعرضوا التطورات الأخيرة، والخلاف بين الأخوين سعود وفيصل، وقرروا خلع الملك سعود من الحكم، ومبايعة الأمير فيصل ملكاً على البلاد. وتنازل الملك سعود بعد فترة عن الحكم لأخيه، وبايعه بالملك في 2 رمضان 1384هـ/4 يناير 1965م.

وبعد أيام غادر الملك سعود البلاد إلى أوربا للعلاج، في 6 يناير 1965م، واستقر به المقام في عاصمة اليونان أثينا. وظل بها فترة من الوقت، انتقل بعدها إلى القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري جمال عبدالناصر. فوصل القاهرة قادماً من أثينا في 16 ديسمبر 1966م، وهناك التقى الرئيس المصري جمال عبدالناصر في منزله بمنشية البكري. كما رد الرئيس جمال عبدالناصر الزيارة له، حيث زاره ومعه المشير عبدالحكيم عامر، في مقر إقامته بفندق شبرد في 2 يناير 1967م.

وفي الفترة التالية، تميزت حياته بعدم الاستقرار، فكان يتردد على القاهرة، بعد تنقله بين العواصم الأوربية للعلاج، فقد غادرها إلى أثينا في 31 مارس 1968م، وعاد إليها في 20 أغسطس 1968م.

وغادرها آخر مرة في 17 ديسمبر 1968م إلى أثينا باليونان، ومكث بها قرابة شهرين، ثم توفي هناك بأزمة قلبية، فاجأته بعد تناوله طعام الغداء، في يوم 6 ذي الحجة 1388هـ/23 فبراير 1969م.

ولما بلغ الملك فيصل خبر وفاته، أرسل طائرة خاصة إلى أثينا، على متنها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يرافقه عدد من الأمراء، لتعزية أبناء الملك سعود وأسرته، ونقل جثمانه إلى المملكة. واستقبل الملك فيصل جثمان أخيه في مطار جدة، وصلى عليه مع جموع المسلمين في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ثم نقل إلى الرياض، حيث دفن بمقبرة (العود) إلى جانب آبائه وأجداده.

وبذلك انتهت حياة الملك سعود، الذي ولد في الغربة ومات في الغربة، وكان له من العمر تسعة وستين عاماً.

وكان الملك سعود يقيم في الرياض بقصره المسمى (قصر بساتين الناصرية) أو قصر حدائق الناصرية.