إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود




الملك سعود بن عبدالعزيز
الملك سعود يفتتح أحد المشاريع
الملك سعود يقدم وساماً





رحلاته وأسفاره خارج المملكة

رحلاته وأسفاره خارج المملكة

اشتهر الملك سعود بكثرة تنقلاته الداخلية والخارجية؛ فلم يترك بقعة، في المملكة العربية السعودية، لم يزرها ويتجول فيها. وسلك طرق البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. وسافر إلى خارج البلاد كثيراً، فزار معظم البلاد العربية مثل البحرين، الكويت، قطر، العراق، سورية، الأردن، لبنان، فلسطين، مصر، ليبيا، تونس، المغرب واليمن. ومن الدول الإسلامية والأجنبية، زار الهند وباكستان وإيران وأثيوبيا وأسبانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا والنمسا وإيطاليا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية. وأقام في أثينا العاصمة اليونانية فترة من الوقت بعد خلعه، وتوفي بها. وكان يسكن في مشتى كافورين على البحر.

زيارته الأولى إلى مصر

تُعدّ هذه الزيارة مهمة، لأنها أول زيارة للملك سعود خارج الجزيرة العربية، وشاهد فيها نمطاً من الحياة والعمران يختلف عن بيئته التي نشأ بها.

كان الأمير سعود بن عبدالعزيز يشكو رمداً في عينيه، فأراد والده أن يدعو الطبيب المصري سالم هنداوي، الذي كان قد أجرى للملك عملية جراحية ناجحة في عينه. واتصل مستشار الملك آنذاك، الشيخ حافظ وهبة، وهو مصري، بالحكومة المصرية بواسطة قنصلها في جدة أمين بك توفيق لطلب الدكتور سالم الهنداوي للقدوم إلى المملكة. ولكن الدكتور سالماً اعتذر عن الحضور وقتئذ؛ لأن درجة الحرارة في مكة المكرمة كانت مرتفعة، لا تساعد على إجراء العملية. وأبدى استعداده للحضور، بعد بضعة أشهر، عندما يعتدل الطقس.

ولما تعذر حضور الطبيب إلى جدة، رأت الحكومة المصرية توجيه الدعوة للأمير سعود لزيارة مصر. وكان الملك عبدالعزيز متحفظاً على قيام الأمير بزيارة مصر، بعد حادثة المحمل المصري، في موسم الحج عام 1344هـ. ولكن بعد توجيه الدعوة الرسمية من الحكومة المصرية، وافق الملك شاكراً، ورأى فيها فرصة حسنة، إزالة كل أثر من سوء التفاهم بين حاكمين مسلمين، وشعبين صديقين.

سافر سعود من جدة بطريق البحر، على ظهر باخرة الشركة الخديوية (منصورة)، في يوم الاثنين 23 محرم 1345هـ/2 أغسطس 1926م، ورافقه الأمير محمد بن سعود، ومحمد بن تركي، وعلي السبهان، والشيخ حافظ وهبة، والشيخ عبدالله إبراهيم الفضل، وناصر التركي، وحمد الخطيب من علماء نجد، والشيخ الطيب الهزازي، وكان يشغل رياسة الديوان الملكي في ذلك الوقت. وعدد من الخدم والحراس. وسافر مع الوفد قنصل المملكة المصرية بجدة أمين بك توفيق.

وصل الأمير سعود إلى السويس، ومنها تحرك بالقطار إلى القاهرة، فدخل محطة القطارات في يوم الاثنين 30 محرم /9 أغسطس. وقوبل بحفاوة لا نظير لها من الحكومة المصرية، والشعب المصري. وكان في استقباله مندوبون من الحكومة، وجمع غفير من أعيان البلاد. ونزل في ضيافة الحكومة المصرية، في منزل أعد خصيصاً لضيافته، في حي المنيرة، كان يسكنه القاضي يحيى التركي المعروف. ولقي في أثناء إقامته كل حفاوة وإكرام، من رجال الحكومة الائتلافية، القائمة في ذلك الوقت، فزاره عبدالخالق ثروت باشا وزير الخارجية في دار الضيافة، للترحيب بمقدمه. وزار هو بدوره رئيس الحكومة في مكتبه، كما رد له رئيس الحكومة الزيارة في دار الضيافة.

وتوجه إلى الإسكندرية، وقابل الملك فؤاد، ملك مصر، في قصر رأس التين، يوم الأربعاء 10 صفر 1345هـ /18 أغسطس 1926م، وعاد من يومه إلى القاهرة. وفيها التقى أركان الدولة والحكومة والأعيان والأدباء، ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي. وقابل كذلك الزعيم سعد باشا زغلول في بيت الأمة، الذي زاره الزعيم في مقر إقامته. والتقى الاقتصادي المصري، محمد طلعت حرب، مؤسس بنك مصر.

ومكث في مصر أكثر من شهر ونصف، أجرى خلاله عمليتين في عينيه، الأولى يوم الأحد 14 صفر 1345هـ/ 22 أغسطس 1926م، والثانية يوم السبت 20 صفر 1345هـ / 28 أغسطس 1926م.

وتوجه إلى الإسكندرية قبل مغادرته مصر لوداع الملك فؤاد، وشكره على الحفاوة التي لقيها في مصر. وفي طريق عودته عرج على مديرية الشرقية، تلبية لدعوة شيوخ البدو والعربان بها.

وفي أثناء إقامته بمصر، كان الأمير سعود يسعى لإزالة ما علق بنفوس المصريين ضد أهل نجد، خاصة بعد وقعة المحمل المصري. فقد صلى الجمعة، في 12 صفر 1345هـ، في الجامع الأزهر، وزار مسجد الحسين، والإمام الشافعي. كما زار أكثر المتاحف، وحديقة الحيوانات والجمعية الجغرافية الملكية. وزار بنك مصر، ومطبعة مصر، والمحكمة الشرعية العليا، وذلك ليبرهن للناس أن أهل نجد لا ينكرون على بعض طوائف المسلمين إلاّ التمسح بالقبور، والاستعانة بغير الله. أمّا زيارة القبور فسنة، وأكثر ما ينسبه الجهلة لأهل نجد، إن هو إلاّ افتراء، افتراه عليهم أعداؤهم.

ثم عاد إلى الحجاز، على متن الباخرة الخديوية (بولاق) في 14 ربيع الأول 1345هـ/ 21 سبتمبر1926م. وبلغ جدة يوم السبت 18 ربيع الأول 1345هـ/ 25 سبتمبر 1926م. ومنها سافر إلى مكة المكرمة ثم إلى نجد.

رحلته الأولى إلى أوروبا

عزم الأمير سعود على زيارة بعض عواصم أوروبا، زيارة خاصة، للتعرف برؤساء الحكومات وقادة الأمور، ومشاهدة أحوال الدول الصديقة والحليفة عن كثب. وما كادت الحكومات الصديقة تعلم بسفره حتى دعته أن يكون ضيفاً عليها.

غادر جدة على الباخرة الإيطالية الفخمة (فيكتوريا)، يوم الثلاثاء 11 صفر 1354هـ/ 14 مايو 1935م، إلى السويس، ثم اجتاز قناة السويس إلى بورسعيد، ثم ميناء نابولي في إيطاليا يوم الأحد 16 صفر 1354هـ/19 مايو 1935م. ورحب به البرنس دي بيامونت، ولي عهد المملكة الإيطالية، وتناول معه طعام الغداء في قصر كابودي مونتي، ووصل إلى روما يوم الاثنين 17صفر/20مايو. وحضر في يوم الثلاثاء مأدبة غداء مع الملك الإيطالي عمانويل في قصر الكيردينال، وحضرها الزعيم الفاشيستي السنيور موسوليني، الذي دعاه إلى قصر البندقية في اليوم التالي، ورحب به. وزار مجلس الأعيان، والمكتبة الكبرى، وغيرها من الآثار في روما. وبعد أربعة أيام قضاها في العاصمة الإيطالية، تجول في المدن الإيطالية الأخرى. وغادر تورينو إلى باريس يوم الأربعاء 26 صفر 1354هـ/29 مايو 1935م، وفيها حضر سباقاً للخيل، وزار قصر الإليزيه، والتقى بالمسيو ليبرون رئيس الجمهورية الفرنسية، وأدّى صلاة الجمعة في جامع باريس، وزار المكتبة الوطنية. ثم غادر باريس يوم الاثنين 7 ربيع الأول 1354هـ/10 يونيه 1935م، إلى لاهاي عاصمة مملكة هولندا، عن طريق بلجيكا، فوصلها يوم الأربعاء، واستقبلته الملكة ولهلمينا في قصر(هتلو). وبعد أربعة أيام وصل بروكسل عاصمة بلجيكا يوم السبت 12ربيع الأول/15 يونيه، وزار قصر (ليكن)، حيث قابل الملك ليبولد، وأقام له مأدبة غداء. ومن هناك سافر إلى كاليه، وأبحر إلى دوفر قاصداً إنجلترا. ثم وصل إلى لندن، وأقيمت له مأدبة عشاء يوم الأربعاء 24 ربيع الأول/ 26 يونيه 1935م، في قصر بكنجهام، ولم يحضرها الملك جورج الخامس لانحراف صحته، والتقى كثيراً من الشخصيات البريطانية والعربية هناك. ثم التقى الملك جورج الخامس صباح الأحد 30 يونيه. وفي يوم الاثنين 21 ربيع الثاني 1354هـ/ 22 يوليو 1935م، غادر بريطانيا إلى باريس في طريقه إلى برلين، التي وصلها في اليوم التالي. ثم زار سويسرا، فوصل إلى جنيف، ومنها إلى ميناء جنوه الإيطالي. وأبحر من جنوه يوم الخميس 8 جمادى الأولى 1354هـ/8 أغسطس 1935م، إلى الإسكندرية عل ى الباخرة (النيل). ووصلها يوم الاثنين 13 أغسطس. وفي مساء يوم الثلاثاء تحرك بالقطار إلى القدس، فوصلها بعد ظهر يوم الأربعاء، ونزل ضيفاً على حكومة فلسطين. وزار يوم الخميس مدن يافا، وطولكرم، ونابلس إجابة لدعوة من أهلها. وأدى صلاة الجمعة 16 جمادى الأولى/ 16 أغسطس في المسجد الأقصى. وبعد الظهر توجه إلى عمَّان، في زيارة أخوية، بدعوة من الأمير عبدالله بن الحسين أمير شرق الأردن، الذي احتفى به حفاوة بالغة. وبعد انتهاء الزيارة عاد يوم الاثنين 19 أغسطس إلى القدس، وركب القطار إلى السويس، فوصلها يوم الثلاثاء. ومن هناك ركب الباخرة الإيطالية (مصوع) إلى جدة، فوصلها يوم الأحد 25 جمادى الأولى 1354هـ/ 25 أغسطس 1935م.

دامت رحلته ثلاثة أشهر. وأهدى الملوك ورؤساء الجمهوريات أكبر أوسمتهم إليه.

زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية

تلقى ولي العهد، الأمير سعود، دعوة رسمية لزيارة الولايات المتحدة من قبل الرئيس الأمريكي هاري ترومان، فغادر مطار الظهران في 15 صفر 1366هـ/8 يناير 1947م إلى مصر، ومنها واصل سيره إلى روما، ثم إلى البرتغال، ومنها إلى جـزر الأزورس، ثم إلى نيـوفوندلاند ثم إلى واشنطن. والتقى الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء 21 صفر 1366هـ/14 يناير 1947م. وفي يوم الأربعاء 22 صفر زار دار البرلمان الأمريكي (الكابيتول). وزار محطة التجارب الزراعية في ميريلاند يوم 24 صفر، ثم ذهب بالقطار إلى نيويورك يوم الجمعة 24 صفر، وزار فيها جامعة برنستون. وتوجه بالطائرة إلى مدينة كانسيس، وزار فيها مركز صيانة طائرات شركة الخطوط الجوية TWA، ثم سافر إلى هيوستون عاصمة ولاية تكساس، وزار منابع النفط ومصانعه، والكلية الزراعية والميكانيكية فيها. وسافر بالطائرة إلى ولاية أريزونا، وشاهد النظم الزراعية بها. ثم سافر إلى ولاية كاليفورنيا، فوصل لوس أنجلوس، وزار مكان تربية الخيول العربية الأصيلة في بومونا، ومصنع الطائرات شركة لوكهيد. ثم سافر إلى سان فرانسيسكو، وزار محطات الذرَّة، ثم تفقد وحدات للأسطول الأمريكي. ومن هناك توجه إلى شيكاغو بولاية إلينوي، وزار معهد الدراسات الشرقية، ثم توجه إلى ولاية إنديانا لزيارة مصانع الصلب.

وانتقل في جولته بالولايات المتحدة إلى ديترويت بولاية ميتشجن، حيث زار مصانع السيارات الكبرى، ثم عاد إلى نيويورك يوم 24 ربيع الأول 1366هـ. وفي يوم 25 ربيع الأول /16 فبراير 1947م، وصل إلى العاصمة واشنطن لتوديع الرئيس الأمريكي. وأتيحت للأمير سعود فرصة الاطلاع على التقدم الصناعي والاقتصادي الكبير هناك. ولما أنهى رحلته إلى أمريكا، قفل راجعاً إلى بلاده على متن طائرة الرئيس الأمريكي ترومان المسماة البقرة الحمراء، يوم 28 ربيع الأول 1366هـ/ 19 فبراير 1947م إلى لندن، ثم وصل مصر حيث قضى بها عدة أيام، وغادرها إلى جدة يوم الجمعة 14 ربيع الثاني 1366هـ/7 مارس 1947م.