إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الملائكة









شُبُهات

المبحث الثاني

عمل الملائكة

أولاً: الملائكة وآدم u

سأل الملائكة ربهم عن الحكمة من خلق آدم؛ لأنهم علموا أنه سيقع من بني آدم إفساد وسفك دماء وعصيان وكفر، كما قال تعالى: )وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ( (سورة البقرة: الآية 30)

قال ابن كثير: والمعنى أن الله قال للملائكة إني سأجعل في الأرض قوماً يخلف بعضهم بعضاً، قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل، وقالت الملائكة: )أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ( (سورة البقرة: الآية 30)، وأرادوا من ذلك أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية. وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أن منهم من سيفسد في الأرض ويسفك الدماء. فإن كان المراد عبادتك، فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك، أي ولا يصدر منّا شيء من ذلك، فهلا وقع الاقتصار علينا؟ قال تعالى: )إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ( (سورة البقرة: الآية 30)، أي إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف، على المفاسد التي ذكرتموها، ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد، والأولياء والأبرار والمقربون.

ثم كانت الكرامة العظيمة لآدم؛ حين اختصه الله بعلم أسماء كل شيء، دون الملائكة. ثم أمر الله ملائكته بالسجود له، ودلّ على ذلك أحاديث كثيرة، كذلك، منها: قول رسول الله r: )يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا؟ فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 6962).

ومنها قول موسى u ـ لآدم ـ u : )أنت آدم، الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته( (رواه مسلم، الحديث الرقم 4795)، فإن الله حين أتم خلق آدم، أمر الملائكة، الذين كانوا مع إبليس خاصة، دون الملائكة الذين في السماوات: اسجدوا لآدم، فسجدوا كلهم أجمعين إلا إبليس، أبى واستكبر، لما كان حدث في نفسه من الكبر والاغترار. فلما أبى أبلسه الله، أي آيسه من الخير كله، وجعله شيطاناً رجيماً، عقوبة لمعصيته.

وهناك قولان للعلماء: هل المأمور بالسجود لآدم خاص بملائكة الأرض، أو عام في ملائكة السموات والأرض، وظاهر الآية الكريمة )فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ( (سورة ص: الآيتان 73، 74) هو العموم، والله أعلم.

ثانياً: حراستهم لابن آدم

قال تعالى: )لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ( (سورة الرعد: الآية 11). قال ابن عباس أن المعقبات (الملائكة)، جعلهم الله ليحفظوا الإنسان من أمامه ومن ورائه، فإذا جاء قدر الله الذي قدر أن يصل إليه خلّوا عنه.

وقال مجاهد: "ما من عبد إلاّ له مَلَك، موكل بحفظه في نومه ويقظته، من الجن والإنس والهوام. فما منها شيء يأتيه، إلاّ قال له المَلَك: وراءك، إلاّ شيء أذن الله فيه، فيصيبه".

ثالثا: تحريك بواعث الخير في نفوس العباد

وكل الله بكل إنسان قريناً من الملائكة وقريناً من الجن، قال رسول الله r : )مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلاًَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ، فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ( (رواه مسلم، كتاب صفة الجنة: الحديث الرقم 5034).

وهذا القرين من الملائكة، غير الملائكة الذين أُمروا بحفظ أعماله. وقرين الإنسان من الملائكة وقرينه من الجن يتعاوران الإنسان، هذا يأمره بالشر ويرغبه فيه، وذاك يحثه على الخير ويرغبه فيه.

قال تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ( (سورة فصلت: الآيات 30- 32).

أي تنزل ملائكة على المؤمنين، الذين أخلصوا القول والعمل، عند احتضارهم، تبشرهم بالخير، وذهاب الشر، وتقول لهم: نحن كنّا أولياءكم، أي قرناءكم في الحياة الدنيا، نسددكم ونوفقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة، ونؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم.

رابعاً: تسجيل أعمال بني آدم

الملائكة موكلون بحفظ وكتابة أعمال بني آدم، من خير وشر، وهؤلاء هم المعنيون بقوله: )وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ( (سورة الانفطار: الآيتان 10، 11). وقد وكّل الله بكل إنسان ملكين حاضرين، لا يفارقانه، يحصيان عليه أعماله وأقواله. وصاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات.

قال أنس: قال رسول الله، r )مَا مِنْ حَافِظَيْنِ رَفَعَا إِلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَيَجِدُ اللَّهُ فِي أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ وَفِي آخِرِ الصَّحِيفَةِ خَيْرًا إِلاَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي مَا بَيْنَ طَرَفَيْ الصَّحِيفَةِ( (رواه الترمذي، الحديث الرقم 903)، وعن أبي هريرة قال، قال r )إن لله ملائكة يعرفون بني آدم ويعرفون أعمالهم، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسَمَّوه، وقالوا: أفلح الليلة فلان. نجا الله فلان. وإذا نظروا إلى عبد بعمل بمعصية الله ذكراه بينهم وسَمَّوه وقالوا: هلك الليلة فلان( (رواه البزار).

خامساً: نزع الأرواح عندما تنتهي آجالها

اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد، عندما تنتهي آجالهم، التي قدرها الله لهم )قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ( (سورة السجدة: الآية 11).

والذين يقبضون الأرواح أكثر من مَلَك )حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ( (سورة الأنعام: الآية61).

وإذا جاء الموت، ونزل بالعبد المؤمن، فإن الملائكة تنزل عليه، وتبشره وتثبته. وهي تبشر الكافر، كذلك، بالنار وغضب الله عليه.

سادساً: حب الملائكة للمؤمنين وتسديدهم واستغفارهم، والدعاء لهم

1. محبتهم للمؤمنين: قال r : )إِذَا أَحَبَّ الله عَبْدًا، نَادَى جِبْرِيلَ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ، فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 6931).

2. تسديد المؤمن: قال r: )قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَم لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ قَالَ النَّبِيّ r لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 4841) فالملك سدد نبي الله سليمان، وأرشده إلى الأصوب والأكمل.

3. قال تعالى: )وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءاَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(7)رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(8)وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( (سورة غافر: الآيات 7- س9).

سابعاً: صلاتهم على المؤمنين

قال تعالى: )هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا( (سورة الأحزاب: الآية 43). والصلاة من الله على العباد معناها الرحمة والثناء، أمّا صلاة الملائكة فهي بمعنى الدعاء والاستغفار. )يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( (سورة الشورى: الآية 5).

وهذه نماذج من أصحاب الأعمال الذين تصلي عليهم الملائكة:

1. معلمَّ الناس الخير.

2. الذين ينتظرون صلاة الجماعة.

3. الذين يصَلّون في الصف الأول.

4. الذين يسدّون الفرج بين الصفوف، في الصلاة.

5. الذين يتسحرون للصيام.

6. الذين يُصَلّون على النبي r.

7. الذين يعودون المرضى.

8. وغير ذلك من الأعمال الصالحة، ودعاء الملائكة له تأثير في الهداية والخلاص من ظلمات الكفر والشرك والذنوب والمعاصي إلى النور الذي يعني المنهج والسبيل القويم الرشيد.

ثامناً: التأمين على دعاء المؤمنين

وبذلك يكون الدعاء أقرب إلى الإجابة قال رسول الله r )دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ( (رواه مسلم، الحديث الرقم 4914).

تاسعاً: شهودهم مجالس العلم وحلق الذكر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ِr: )مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ( (رواه مسلم، الحديث الرقم 4867).

عاشراً: تسجيل الملائكة الذين يحضرون صلاة الجمعة

قال r: )إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ثُمَّ كَبْشًا ثُمَّ دَجَاجَةً ثُمَّ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْر( (رواه البخاري، كتاب الجمعة، الحديث الرقم 877).

حادي عشر: تعاقب الملائكة

وهؤلاء الملائكة الذين يطوفون في الطرق يلتمسون الذكر ويشهدون الجمع والجماعات يتعاقبون في الأرض فطائفة تأتي وطائفة تذهب وهم يجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر.

1. تنزلهم عندما يقرأ المؤمن القرآن.

2. يبلغون الرسول r السلام.

3. تبشيرهم المؤمنين: فقد حملوا البشرى إلى إبراهيم  بأنه سيرزق بذرية صالحة وبشّروا زكريا بيحيى. كما أن تبشيرهم ليس للأنبياء فقط، بل قد تبشر المؤمنين. فقد بشروا السيدة خديجة، زوجة الرسول r ببيت في الجنة، من قصب، لا صخب فيه ولا نصب. فأخبرها النبي r بذلك.

4. الملائكة والرؤيا في المنام: عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ )أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لَهَا: أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ. أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِه( (رواه البخاري، الحديث الرقم 3606).

5. يقاتلون مع المؤمنين ويثبتوهم في حروبهم: كما في معركة بدر والخندق ؛ فقد روى ابن عباس قال: )بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزوُمُ فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ rَ فَقَالَ صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ( (رواه مسلم، كتاب الجهاد والسير، الحديث الرقم 3309). قال ابن القيم: إن الله سبحانه افتتح غزو العرب غزوة بدر، وختم غزوهم بغزوة حنين، وإن كان بينهما سبع سنين، والملائكة قاتلت بأنفسها مع المسلمين في هاتين الغزاتين، قال تعالى: )إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءاَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءاَلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ( (سورة آل عمران: الآيات 124-126).

وقال تعالى: )إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ( (سورة الأنفال: الآيات 9-11).

وقال تعالى )إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا( (سورة الأنفال: الآية 12)

6. حمايتهم للرسول : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ )قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ r وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ِr لَوْ دَنَا مِنِّي لاخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا( (رواه مسلم، كتاب صفة الجنة، الحديث الرقم 5005).

7. حمايتهم ونصرتهم لصالحي العباد، وتفريج كربهم.

8. شهود الملائكة لجنازة الصالحين: كما قال الرسول r في سعد بن معاذ: )هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلاَئِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْه( (رواه النسائي، كتاب الجنائز، الحديث الرقم 2028).

9. إظلالها للشهيد بأجنحتها.

10. الملائكة الذين جاءوا بالتابوت: قال تعالى: )وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءاَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءاَلُ مُوسَى وَءاَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَة( (سورة البقرة: الآية 248)، فالملائكة جاءت بني إسرائيل في تلك الفترة بتابوت تطميناً لهم وتثبيتاً كي يعلموا أن طالوت مختار من الله تعالى فيتابعوه ويطيعوه.

11. حمايتهم للمدينة ومكة من الدجال: عن أنس t: أن رسول الله r، قال: )الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلاَئِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلاَ يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ. قَالَ: وَلاَ الطَّاعُونُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 6601).

12. ما في موافقة الملائكة من أجر وثواب: قال رسول الله r: )إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ( (رواه البخاري، كتاب الآذان، الحديث الرقم 738).

ثاني عشر: واجب المؤمن تجاه الملائكة

1. عدم إيذائهم: فلا يجوز سبهم أو التكلم بكلام يعيبهم.

2. البعد عن الذنوب والمعاصي، وأعظم ما يؤذيهم الكفر والشرك.

3. الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، كالرائحة الكريهة والأقذار والأوساخ.

4. النهي عن البصاق عن اليمين في الصلاة؛ لأن المصلي إذا قام يصلي يقف عن يمينه ملك.

5. محبة الملائكة كلهم، فلا يفرق في ذلك بين ملك وملك؛ لأنهم جميعا عباد الله عاملون بأمره تاركون لنهيه.

ثالث عشر: أعمال الملائكة في حق الكفار والفساق.

نقلت النصوص كثيراً من الأعمال التي توضح موقف الملائكة من الكفار؛ فهم لا يحبون الكفرة الظالمين المجرمين، بل يعادونهم ويحاربونهم، ويزلزلون قلوبهم، كما حدث في معركة بدر والأحزاب، وكذلك فلهم المواقف التالية:

1. إنزال العذاب بالكفار. فعندما يُكذّب رسول من رسل الله، ويصرّ قومه على التكذيب، كان الله ينزل بهم، في كثير من الأحيان، عذابه، وكانت الملائكة، أحياناً، تنفذ هذا التعذيب.

2. إهلاكهم قوم لوط. يقول المولى ـ عزّ وجلّ ـ في كتابه الكريم: )وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ( (سورة القمر: الآية 37)

3. لعن الكفرة. يقول الرحمن الرحيم في كتابه الكريم: )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( (سورة البقرة: الآية 161)

ولا تلعن الملائكة الكفّار فحسب، بل قد تلعن من يفعلون ذنوباً معينة، ومن هؤلاء:

أ. لعن الملائكة المرأة التي لا تستجيب لزوجها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r )إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 2998).

ب. لعنهم الذي يشير إلى أخيه بحديدة. وذلك، لما فيه من ترويع لأخيه، ولأن الشيطان قد يُطغيه فيقتل أخاه، خاصة إذا كان السلاح من الأسلحة الحديثة، التي قد تنطلق خطأ. فعن أبي هُرَيْرَةَ قَال قال r )مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ( (صحيح مسلم، الحديث الرقم 4741).

ج. لعنهم الذين يحولون دون تنفيذ شرع الله.

د. لعنهم الذين يؤوي محدثاً؛ أي الذين يحدثون في أمر الله، بالخروج على أحكامه، والاعتداء على تشريعه، أو يؤوون من يفعل ذلك، ويحمونه. فعن الرسول r، قال: )وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ‏ آوَى مُحْدِثًا ‏ ‏فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( (سنن أبو داود، الحديث الرقم 3927).

رابع عشر: المفاضلة بين الملائكة والبشر.

لا خلاف في أن المفاضلة المقصودة هي المفاضلة بين الملائكة والصالحين من البشر كالأنبياء، أمّا الكفرة والمنافقون، فهؤلاء أضلّ من البهائم، كما قال الله عز وجل: )أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ( (سورة الأعراف: الآية 179). فمن العلماء من وافق تفضيل صالحي البشر والأنبياء على الملائكة، ومن العلماء من يفضل الملائكة، ومنهم من يقف ولا يقطع في ذلك قولاً. وذكر السفاريني في (لوامع الأنوار 2/389) أن الإمام أحمد كان يقول: يخطئ من فضّل الملائكة، وقال: كل مؤمن أفضل من الملائكة.

1. أدلة الذين يفضلون صالحي البشر على الملائكة

أ. إن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، فلولا فضله ما أُمروا بالسجود له: )وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَر( (سورة البقرة: الآية 34)

ب. إن الله تعالى خلق آدم بيده، وخلق الملائكة بكلمته، (كُنْ فَيَكُونُ).

ج. تفضيل بني آدم عليهم بالعلم، حين سألهم الله ـ عز وجل ـ عن علم الأسماء فلم يجيبوه، واعترفوا أنهم لا يحسنونها، فأنبأهم آدم بذلك، وقد قال تعالى: )قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون( (سورة الزمر: الآية 9)

د. إن الله جعل آدم خليفة في الأرض، والخليفة يفضل على غيره.

هـ. ومما يدل على تفضيلهم، أن طاعة البشر أشقّ، والأشقّ أفضل؛ فإن البشر مجبولون على الشهوة والحرص والغضب والهوى، وهي مفقودة في المَلَك.

و. ومما يدل على تفضيلهم، أن الله ـ عزّ وجلّ ـ يباهي بأهل الإيمان والطاعة ملائكته، إذا أدّوا ما أوجبه عليهم، كما يباهي بأهل عرفات. فعن أبي هريرة أن الرسول قال: )إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَاهِي الْمَلاَئِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا( (رواه أحمد، الحديث الرقم 7702).

2. أدلة الذين فضلوا الملائكة

أ. استدلوا بمثل قوله تعالى في الحديث القدسي: )مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي. وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي ملأ مِنْ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي ملأ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ( (رواه أحمد، الحديث الرقم 8296).

ب. واستدلوا، كذلك، بأن بني آدم فيهم النقص والقصور وتقع منهم الزلات والهفوات.

ج. واستدلوا كذلك بمثل قوله تعالى: )وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ( (سورة الأنعام: الآية 50).

والتحقيق في المسألة: ما ذكره ابن تيمية من أن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة، ونالوا الزلفى، وسكنوا الدرجات العلى، وحيّاهم الرحمن وخصّهم بمزيد قربه، وتجلّى لهم، يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وقامت الملائكة في خدمتهم، بإذن ربهم.

والملائكة أفضل باعتبار البداية، فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى، منزهون عما يلابسه بنو آدم، مستغرقون في عبادة الرب، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر.

خامس عشر: ثمرات الإيمان بالملائكة في عقيدة المؤمن

الأولى: العلم بعظمة الله تعالى وقوته وسلطانه؛ لأنه إذا كانت هذه عظمة مخلوق فكيف بعظمة الخالق عز وجل.

الثانية: شُكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث وظّف من الملائكة من يحفظهم، ويرفع دعواتهم، ويستغفر للمؤمنين منهم، ويبلغهم بشارات الله عز وجل لهم.

الثالثة: محبة الملائكة وموالاتهم: فيجب على المؤمن ان يحب جميع الملائكة، فلا يفرق في ذلك بين ملك وملك، لأنهم جميعاً عباد الله، عاملون بأمره، تاركون لنهيه. وهم، في هذا، وحدة واحدة لا يختلفون ولا يفترقون. وقد زعم اليهود أن لهم أولياء وأعداء من الملائكة، وزعموا أن جبريل عدو، لهم وميكائيل وليّ لهم، فأكذبهم الله تعالى، وأخبر أن الملائكة لا يختلفون فيما بينهم، وأن من عادى ملكاً واحداً عادى الله وجميع الملائكة، كما قال: )قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ( (سورة البقرة: الآيتان 97، 98).

الرابعة: التشبه بالملائكة في مداومتهم على طاعة الله عز وجل بلا ملل ولا كلل، والتعاون معهم على الحق والخير.

الخامسة: اليقظة التامة، إذا آمن العبد بالكرام الكاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد، فلا يصدر من الإنسان إلاّ ما هو حسن، ولا يتصرف إلاّ لغاية كريمة.

السادسة: البعد عن إيذاء الملائكة، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وأعظم ما يؤذي الملائكة الذنوب والمعاصي، ولذا فإن الملائكة لا تدخل البيوت التي يعصى فيها الله تعالى، أو التي يوجد فيها ما يكرهه الله تعالى ويبغضه كالأنصاب والتماثيل والصور، ويتأذون كذلك بالروائح الكريهة والأقذار والأوساخ.

السابعة: الاستئناس بالملائكة في طاعة الله، إذ إنه ـ عزّ وجلّ ـ يثبّت بهم أولياءه، كما قال: )إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءاَمَنُوا( (سورة الأنفال: الآية 12).