مقدمة

تقلصت قوة النمسا، التي كانت، سالفاً، مركزَ القوة، بالنسبة إلى الإمبراطورية النمساوية ـ المجرية، إلى جمهورية صغيرة، بعد هزيمتها، مع دول المحور، في الحرب العالمية الأولى. ضمتها ألمانيا النازية، عنوة، إلى أراضيها، في 1938، وأصبح مصير النمسا مرتبطاً بمصير ألمانيا، فكان احتلالها، من قِبل الحلفاء، بعد انتصارهم في الحرب العالمية الثانية. ظلت النمسا تحت وطأة احتلال الحلفاء، حتى عام 1955، حين أعلنت، في معاهدة رسمية، أنها "دوماً دولة محايدة ". وكان ذلك شرطاً لانسحاب القوات السوفيتية. ولكن حياد النمسا، الذي ظل جزءاً راسخاً، من الهوية الثقافية النمساوية، كان مثار جدلٍ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، في بداية التسعينيات، من القرن العشرين، وبروز دور النمسا، على الساحة الأوروبية. وبفضل رخائها، وازدهار اقتصادها، لم تجد النمسا صعوبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، عام 1995؛ ثم إلى النظام النقدي الأوروبي الموحد، اليورو، في يناير 1999.