إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الجبل الأسود Montenegro (الجبل الأسود Montenegro)




علم الجبل الأسود


خريطة الجبل الأسود



إيران

مقدمة

صربيا والجبل الأسود (يوغوسلافيا، سابقاً)، هي كل ما تبقّى، من أنقاض دولةٍ أكبر، كانت تُسمّى: "جمهوريّة يوغوسلافيا الاتّحاديّة"، انقسمَت إلى عِدّة أقطارٍ مُستقِلّة، خلال العامَين 1991، و1992، وقامت على بقاياها دولة واحدة اسمها: "صربيا والجبل الأسود"، التي تتكوَّن، فقط، من الصِّرب (صربيا)، والجبل الأسود، وعاصمتها، بِلجراد. ولكن سرعان ما انفصل شطري هذه الدولة الواحدة ليشكلا دولتين مستقلتين هما: جمهورية صربيا، والجبل الأسود، عام 2006.

أطلق الاسم "مونتينجرو" منذ القرن الخامس عشر، حينما بدأت أسرة سرونوجيفيك في حكم ولاية زيتا الصربية. وخلال القرون اللاحقة لم تخضع مونتينجرو كلياً للإمبراطورية العثمانية، بل بقيت تتمتع بحكم ذاتي. ومنذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، خضعت مونتينجرو لحكم رجال الدين، فتعاقب على حكمها عدة أمراء أساقفة. وفي عام 1852، تخلصت من سلطة رجال الدين، وتحولت إلى إمارة علمانية. وبعد الحرب العالمية الأولى انصهرت مونتينجرو في مملكة الصرب والكروات والسلوفاك.

يَعني اسم يوغوسلافيا (السابقة): أرض السّلاف Slavians الجنوبيّين. ويأتي هذا الاسم، أصلاً، من أول دولةٍ يوغوسلافيّة، كانت قد تأسَّسَت، عام 1918، بهدَف توحيد ثلاث مجموعات من السّلاف الجنوبيّين، وهي: الصِّرب، والكُرْوات، والسّلوفيّون، وكان الشَّعب المُختلَط، في يوغوسلافيا، قد وهَب هذه البلاد، ثقافةً غنيَّةً متنوِّعة، غير أن الاختلاف في: الدّين، واللُّغة، والثّقافة، أدّى، إلى انقِسام يوغوسلافيا.

احتلت ألمانيا النازية يوغوسلافيا، عام 1941؛ بيد أنها واجهت مقاومة شرسة من جانب جماعات شبه عسكرية مختلفة. وقد أحكمت الجماعة، التي كان يتزعمها مارشال تيتو، سيطرتها على البلاد، عقب طرد الألمان من البلاد، عام 1945. وعلى الرغم من أنه تبنّى النظام الشيوعي، إلا أن حكومته الجديدة، نجحت في خط طريق وسط، بين دول حلف وارسو والدول الغربية، حتى عام 1990 تقريباً. وكانت يوغوسلافيا، خلال تلك الفترة، دولةٌ اتّحاديّة، مؤلَّفةٌ من ست جمهوريّات، هي: البوسنة والهِرسِك، وكُرواتيا، ومَقدونيا، وسْلوفينيا، وصِرْبيا، والجبل الأسود.

وفي بداية التسعينيات، بدأت يوغوسلافيا تعود إلى أصولها العرقية؛ فأعلنت سلوفينيا وكرواتيا وجمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة استقلالها عام 1991؛ ثم تبعتها البوسنة والهرسك عام 1992؛ كما أعلنت الجمهوريتان المتبقيتان، صربيا والجبل الأسود، قيام "جمهوريّة يوغوسلافيا الاتّحاديّة" الجديدة، في 1992.

في الثاني من نوفمبر 2000، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإجماع، على قبول عضوية يوغوسلافيا في الأمم المتحدة، على أنها دولة جديدة غير ممثلة في المنظمة الدولية، منذ 1992، حين أعلنت الأمم المتحدة مقعد يوغوسلافيا شاغراً، بعد أن حاولت بلجراد أن تمنع، بالقوة، استقلال الجمهوريات الأعضاء في جمهورية يوغوسلافيا الائتلافية الاشتراكية السابقة. وقد أتاح سقوط ميلوسيفيتش، وانتخاب المعارض فويسلاف كوستونيتشا، عودة يوغوسلافيا للأمم المتحدة، أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة في 1945.

بعد مفاوضات شاقة، وعقب الاتفاق, في نوفمبر 2002, على "ميثاق دستوري" جديد، وموافقة برلمانَيْ صربيا والجبل الأسود عليه, غُيِّر اسم الدولة, في فبراير 2003, من "جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية" إلى "صربيا والجبل الأسود". وصارت الجمهوريتان دولتَين شبه مستقلتَين، تدير كلّ منهما اقتصادها وعملتها ونظام الجمارك الخاص بها. واستمرت سيطرة الكيان المشترك على شؤون الدفاع والسياسة الخارجية وعضوية الأمم المتحدة, كما تولى المسؤولية عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات. وشكّل الاتحاد الجديد، بين صربيا والجبل الأسود، محاولة أخيرة، لتهدئة النزعات الاستقلالية، وإقناع سكان الجبل الأسود خاصة، بأن بلجراد اليوم، ليست بلجراد (ميلوسوفيتش). ووفق الترتيبات الدستورية الجديدة، التي أكدت حق كلّ من صربيا أو الجبل الأسود، تقرر فكّ عرى الرباط الجديد، باستفتاء شعبي يُجرى عام 2006.

وفي مايو 2006، واستناداً لذلك الحق، أجرت الجبل الأسود استفتاء شعبياً حول انفصالها، وقد صوت 55% من السكان لصالح الاستقلال، وبعد نجاح الاستفتاء أعلنت نفسها دولة مستقلة في 3 يونيه 2006.