مقدمة

اكتشف البرتغاليون جزيرتي ساو تومي وبرنسيب، عام 1470. وفي عام 1485 تقريباً، بدأ البرتغاليون إرسال السجناء المنفيين والمبعدين والمستوطنين إلى هاتين الجزيرتين. وقد حاول هؤلاء إنتاج السكر، الذي كانت أوروبا في حاجة ماسة إليه. ونظراً إلى أن زراعة قصب السكر تتطلب جهداً عضلياً كبيراً، فقد جلب البرتغاليون العبيد من إفريقيا لزراعته. واشتهرت الجزر بأنها أولى مناطق إنتاج السكر في العالم.

حكم الفرنسيون والهولنديون ساو تومي، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، إلا أن البرتغاليين استعادوا سيطرتهم على تلك الجزيرة، في بداية القرن التاسع عشر، وبدأوا في زراعة البن والكاكاو في الجزيرتين، مستعينين بالعبيد الأفارقة.

أوقفت البرتغال، ودول أخرى عديدة، في الوقت نفسه، تجارة الرقيق؛ إلا أن البرتغاليين استمروا في جلب الأفارقة من وسط القارة السوداء إلى ساو تومي وبرنسيب، ولكن بموجب عقود عمل.

ثار هؤلاء العمال، من حين إلى آخر، وغالباً ما كانت تبوء ثوراتهم بالفشل، للمعاملة الوحشية التي كانوا يلقونها؛ بيد أن ثوراتهم لم تتوقف خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وخلال أحد احتجاجاتهم، عام 1953، قتلت القوات البرتغالية منهم المئات، في حادثة أُطلق عليها "مجزرة باتيبا". وتواصلت مطالبتهم بإنهاء الحكم الذاتي حتى حصلت الجزر على الاستقلال في 12 يوليه عام 1975. وعلى الرغم من تحقيق الاستقلال في عام 1975، إلا أن الإصلاحات الديموقراطية الفعلية، في ساو تومي وبرنسيب، أصغر دولة في القارة الإفريقية، لم تُنفذ إلا في الثمانينيات. وعلى الرغم من أن انتخاباتٍ حرة، أُجريت، للمرة الأولى، في 1991؛ إلا إن البيئة السياسية ظلت شديدة الاضطراب، بسبب التغيرات المتكررة في القيادة، ومحاولتي الانقلاب، اللتين تعرضت لهما البلاد، في عامَي 1995 و2003.

من المحتمل أن يُحدِث النفط، الذي اكتُشف مؤخرا في خليج غينيا، أثراً مهماً في اقتصاد الدولة، مع جذب مزيد من الاهتمام للجزيرة الصغيرة.