إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

مرسوم جمهوري

صادر عن الرئيس العراقي، صدام حسين

بمنح خادم الحرمَين الشريفَين، الملك فهد بن عبدالعزيز

وسام الرافدَين، من الدرجة الأولى، ومن النوع المدني

في 25 مارس 1989

بسم الله الرحمن الرحيم

مرسوم جمهوري

رقم 166 بتاريخ 18/8/1409هـ

    كانت المعركة، التي خاضها العراق ضد العدوان الإيراني العنصري، التوسعي، من طراز المعارك الفاصلة في حياة الأمم. وكان المصير فيها بين خيارَين. أن تمضي الأمة إلى الأمام، في حالة انتصارها، أو تتقهقر ويصيبها ما يصيبها، في حالة الفشل.

    ولأن المعركة كانت من هذا الطراز، فلقد كان لكل جهد يصبّه فيها أبناء أمة العرب، أثره المباشر أو غير المباشر، في ارتفاع مكانتها، وزيادة اقتدارها، وترصين أمنها.

    وكانت تلك المنازلة منازلة صعبة، حشدت فيها الطاقات، البشرية والمعنوية والمادية، إلى أقصاها، أو كادت. ولقد مر مسارها، واحتوت صفحاتها منعطفات، لا مجال لسرد تفاصيلها.

    فكانت امتحاناً صعباً لكل فرد من أبناء الأمة، إضافة إلى كونها امتحاناً للعراقيين، لأن بلادهم كانت ميدان المنازلة.

    ولقد كان في مقدمة من نادى بهم المنادي، في تلك المنازلة الصعبة، وفي ذلك الامتحان ـ أشقاؤنا، القادة والحكام. وفي ظروف كهذه، تترتب مكانة الرجال، طبقاً لاستحقاقهم، ويرتكز استحقاقهم على قاعدة الفعل الملموس، ذي الأثر البيّن في المنازلة، يمهره نوع الفعل وحجمه.

    وكانت مكانة أخينا، خادم الحرمَين الشريفَين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، في مقدمة القادة العرب، الذين بذلوا المال، سخياً، وأسهموا في وضع السلاح في أيدي مقاتلي قواتنا المسلحة، بكرم عظيم، لم يرتق إليه، في ميدانه، كرم، على الإطلاق، فضلاً عن كرمه في الميادين الأخرى.

    ففي سنوات الحرب الأولى، لم يكن العراق منتجاً للسلاح. وكان كل السلاح الذي يحتاجه في المنازلة، يُشترى من الأسواق العالمية. ولأن المنازلة استمرت ثماني سنوات، فقد أتت أو كادت تأتي على كل ما كنّا نمتلك من العملات الأجنبية. وكنا كلما احتجنا إلى المعاونة في هذه المنازلة، بعثنا من يعرض على عدد من أشقائنا حاجتنا أو بعضاً منها. وكان أكثر ما يسر نفوسنا، في تلك الظروف، أن ينقل إلينا المبعوثون ما كانوا يلمسونه، من نخوة أخينا، الملك فهد، عندما يلقاهم قائلاً: "أبشروا، فنحن إخوة. وأنتم تقاتلون نيابة عن الأمة العربية، وإن العراق والسعودية حالة واحدة، وإننا سنقتسم معكم حتى رغيف الخبز، لتخرج الأمة والعراق منتصرين، في معركة العز".

    ومن بين الظروف الصعبة، التي مر بها العراق، غلق منافذ تصدير نفطه، عبر الخليج وعبر سورية. وكنا لا نصدر من نفطنا غير كمية قليلة، عبر الأراضي التركية، من شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

    وكان الإيرانيون قد توهموا، وفق قياسات خاطئة، أن وضعاً كهذا، مع امتداد زمن المنازلة، يمكنهم من تحقيق أهدافهم الشريرة، ضد العراق والأمة العربية. وأنهم، وفقاً لهذا التقدير، سيتفوقون على العراق، وسيحصلون على نتائج، تخل بالموازنة، لصالحهم، على مستوى السوق، عن طريق إضعاف اقتصادنا، وبالتعاون مع حلفائهم. وبذلك، ينجح الحصار الاقتصادي، الذي ضُرب على نفطنا، في موانئنا في الخليج، وعبر سورية، بعد أن فشلت عملياتهم العسكرية في تحقيق ذلك الهدف.

    وكان من جملة تدابيرنا لمواجهة تلك الخطط، مفاتحة أخينا، خادم الحرمَين الشريفَين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عن إمكانية مد أنبوب، ينقل النفط العراقي، عبر الأراضي السعودية، باتجاه البحر الأحمر. ووفقاً لهذا النهج الكريم، جاءت موافقة أخينا الملك فورية، بل عرض أن نمرر كمية من نفطنا، عبر الأنبوب السعودي، من مرحلة معينة، في مسار الخط الناقل، ريثما يكتمل مشروع الأنبوب كله. كما وضع أخونا الملك ميناء القضيمة بكامله، تحت تصرف العراق، لتأمين احتياجاته، بدون عوائد. كما كان الإخوة في المملكة، ينقلون تلك الاحتياجات، على نفقتهم، حتى وصولها إلى المخازن، داخل العراق، أو حتى الحدود. وكانت تلك المواقف والتدابير ذات تأثير، سياسي ونفسي واقتصادي، على ميدان المعركة. إذ أصبح واضحاً أن محاولة الأعداء، للحدّ من إمكانات العراق على تصدير النفط، بما يخل بالموازنة، لصالح إيران، قد باءت بالفشل، كما باءت بالفشل المؤامرات، في الصفحات والميادين الأخرى.

    وقد انتصرنا في هذا الميدان، في الوقت الذي نجح صقور الجو الشجعان، في توجيه أوجع الضربات إلى شرايين النفط الإيراني، ومصادر إنتاجه، وموانئ تصديره.

    ومن مآثر الأخ الملك فهد، أنه عندما قام الكيان الصهيوني بالإغارة على المفاعل النووي العراقي، المكرس للأغراض السلمية، في حزيران (يونيه) عام 1981، تعهدت حكومة المملكة العربية السعودية بتحمل تكاليف إعادة بنائه. وطيلة سنوات هذا الصراع كان الأخ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، في طليعة القادة العرب، المتابعين لمجريات الصراع، والداعمين لموقف العراق في الدعوة إلى تحقيق السلام، وحُسن الجوار، والحفاظ على الأمن والاستقرار في كل المنطقة.

    وعرفاناً من العراق، شعباً وقيادة وقوات مسلحة، بالعطاء الكريم، الذي قدمه خادم الحرمَين الشريفَين، الأخ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وتقديراً منهم لما لهذا الدور من مغزى عميق، في حاضر الأمة ومستقبلها، وانسجاماً مع قيم الوفاء، التي جُبل عليها العراقيون والعرب، وفي مقدمة ذلك قيم الإسلام العظيم، واستناداً إلى أحكام الفقرة "أولاً"، من المادة الخامسة، من قانون الأوسمة والأنواط رقم 59، لسنة 1982.

"رسمنا بما هو آت"

    منح خادم الحرمَين الشريفَين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وسام الرافدَين، من الدرجة الأولى، ومن النوع المدني.

    كتب ببغداد، في اليوم الثامن عشر من شهر شعبان لسنة 1409 هجرية

    المصادف لليوم الخامس والعشرين من شهر آذار لسنة 1989 ميلادية.

صدام حسين

رئيس الجمهورية