إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الدورة العادية التاسعة عشرة لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية في الرباط، 5 - 12 يونيه 1972
المصدر: " قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963 - 1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية، ط 1985، ص 217 - 237 "

          6 - ويثبت أي تحليل لأعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للتجارة التنمية أن هذه البوادر الطيبة المشجعة لم تؤد إلا لنتائج مخيبة للآمال فكم من القرارات التي اتخذت في سنتياجو لا تتمشى سواء مع استراتيجية الأمم المتحدة للتنمية أو مع القرارات التى اتخذت أثناء الدورات السابقة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والأخطر من ذلك أن حكومات البلاد المتقدمة لم توافق على حوالى نصف قرارات سنتياجو ولنا أن نخشى اليوم أكثر من أي وقت مضى قيام هذه الحكومات بالتخلى تماما عن تأييدها الايجابى لجهود التعاون والتضامن الدوليين التى سيتطلبها بالضرورة تنفيذ أهم ما نصت عليه هذه القرارات.

          7 - وبدا الأمر وكأن حكومات البلاد المتقدمة ارادت استبدال السبل المتعددة القوميات للتفاوض وتجميع الأفكار وتضافر الجهود من أجل محاربة الظلم بعلاقات ثنائية مع الدول النامية وهى علاقات ما زال العالم يندد بها في النظام الحالي للتجارة الدولية ومعونات التنمية.

          وكان هناك اتجاه مفاجئ بتفضيل العودة الى تقديم المساعدات على أساس واحد هو متطلبات البلاد المتقدمة ومصالحها السياسية.

          8 - بالرغم من احالة عدد من المسائل الهامة على مجلس مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية وعلى أجهزته الفرعية الا أن اتجاها واضحا بدا يظهر تسانده جملة آراء وهذا الاتجاه لن يؤدى في النهاية إلا إلى النيل من فعالية المجلس والسكرتارية العامة وأجهزتها الفرعية ولنا فعلا أن نخشى من أن يؤدى هذا الى تناقض تدريجى في قدرة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية على التقريب بين الأفكار والمصالح المتعارضة في عالم التجارة الدولية ومعونات التنمية وكذلك قدرته على القيام بدور ديناميكي على المستوى النفسي والسياسي من أجل تخفيف آثار أنانية وتحيز الدول المتقدمة تجاه مشكلة المعونات الدولية للتنمية.

          9 - يمثل ما سبق مجموعة من العوامل التى لا بد لها وأن تشغل بال المسئولين الأفريقيين المجتمعين داخل اطار منظمة الوحدة الأفريقية ويبدو أن مخاوفهم لها اليوم ما يبررها كما أن الأسباب التى دعتهم للاشتراك مع باقي حكومات العالم الثالث الى دعوة مؤتمر الأمم المتحدة الأول للتجارة والتنمية أصبحت اليوم أكثر الحاحا كما تتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة قيامهم في أسرع وقت ممكن بذل كل جهد - من خلال مجلس مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والسكرتارية العامة وأجهزتها الفرعية للابقاء على أولوية الأجهزة المتعددة القوميات التي تتولى التفاوض بشأن مشاكل التجارة والتنمية وتفضيلها على العلاقات الثنائية.

          10 - ويرجع أصلا اتجاه شعوب وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية الى تفضيل الأجهزة المتعددة التوصيات لمحاربة التفاوت الدولي إلى تصميم الشعوب و الحكومات الأفريقية على خفض الآثار المترتبة على المساعدات التى ترتبط بحياتهم كأمم تتمتع بالسيادة بل ان هذه الأفضلية ترجع الى رغبة هذه الشعوب وهذه الحكومات في جعل معونات التنمية وسيلة من وسائل التقارب والتضامن والتعاون التى تعهدت وما زالت تتعهد بتحقيقها داخل منظمة الوحدة الأفريقية بدلا من جعلها سلاحا للتفرقة.

          11 - ولذلك فقد تعهدوا بالرغم من نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية المخيبة للآمال. أن يزيدوا من مساهمتهم الايجابية في نشاط مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية كما أنه في نيتهم زيادة هذه المساهمة لا داخل أجهزة المجلس وأجهزتة الفرعية فقط ولكن على مستوى السكرتارية العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أيضا وعلى مستوى الأجهزة التنفيذية التابعة لثلاثين مؤسسة دولية أخرى تؤثر جهودها المشتركة في أهداف وأنشطة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

          12 - وقررت منظمة الوحدة الأفريقية انطلاقا من هذا الهدف الا وهو تدعيم مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية دعوة لجنة خبراء منظمة الوحدة الأفريقية واللجنة الاقتصادية لأفريقيا بشأن التجارة والتنمية في أقرب وقت ممكن بغرض تقييم نتائج وآثار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للتجارة والتنمية في كل قطاع على حدة وتحديد اطار العمل المطلوب من الأفريقيين لمعالجة أوجه الضعف والقصور في اجتماعات سنتياجو وعلى ضوء نفس هذا الاتجاه تعهدت منظمة الوحدة الأفريقية بعقد مؤتمر وزراء التجارة والتنمية الأفريقيين بغرض دراسة واقرار وتنفيذ الاجراءات التى تقرها لجنة الخبراء بالاضافة الى ذلك كله يتعين على مؤتمر الوزراء الأفريقيين تدعيم الجبهة المشتركة الأفريقية توطئة لاجراء مفاوضات مع باقي أطراف المجتمع الدولى.

          13 - ان التضامن والتعاون المطلوبان على المستوى الأفريقي من أجل دفع عجلة النمو الداخلي للقارة واتاحة الفرصة لأفريقيا لكى تشغل المكان الذى يتفق مع امكانياتها الاقتصادية والبشرية الهائلة يجب أن يستكملا عن طريق تضامن وتعاون أوسع بين باقي مناطق العالم التى ما زالت تعاني الجوع والمرض والجهل.

          14 - ان منظمة الوحدة الأفريقية ترى أن عقد اجتماع لمجموعة الـ ( 77 ) المنبثقة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في القريب العاجل يعتبر خطوة حاسمة وضرورة لتنشيط هذا المؤتمر وبالتالى لتخفيف حدة فشل مؤتمر سنتياجو ان اعداد كشف حساب بما أسفر عنه مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للتجارة والتنمية من ضعف وآثار وتحديد سياسة جديدة لتنشيط التعاون الدولي في مجال التجارة ومعونات التنمية والاعتراف بمصالح شعوب العالم الثالث المشتركة وتأكيدها وجعلها أكثر فعالية كل ذلك يفرض

<20>