إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

القومية والأهداف الثوروية التقدمية. إذ لا يعقل ان يكون شعبنا قادرا ان يحقق، وهو مجزأ مبعثر، مثل هذه الانتصارات على الاستعمار، ومثل هذه الخطوات في مضمار التقدم، وان يحقق أضعافها عندما تتكتل جماهيره، ويتضاعف عدده ووسائله، والشعب لا يأخذ على بعض مشاريع الوحدة كونها رجعية، بل كونها وهمية، لان الوحدة والاستعمار متناقضان. وما نشاهده ونعانيه في مرحلتنا الحاضرة خير دليل على ذلك. فزوال الاستعمار يوقظ الوجدان العربي في الأقطار التي كانت عروبتها هاجعة، وسيطرة الاستعمار تشل أكثر الأقطار العربية حماسة للوحدة.

وهذا يعني أن الوحدة - على جلال شأنها - لا يمكن ان تنفصل عن الأهداف القومية الأخرى، ولا ان تجرد عن الواقع تجريداً عاطفياً خيالياً يفسح المجال أمام تشويه الاستعمار ودسائسه. فلا بد اذن ان يكون للوحدة اتجاه، وان تتجه نحو التحرر والتقدم، فهما طريقها وغايتها، وهي لهما الضمانة الكبرى.

وقد أعطى نضال العرب الصادق، ووعيهم النير، أولى ثمراته بأن تهيأت في الخطوة الاتحادية بين مصر وسوريا أسلم الشروط لبداية وحدة ذات اتجاه، واتجاهها التحرري التقدمي بالإضافة إلى العوامل الجغرافية وملابسات خطر إسرائيل، يحتم عليها ان تكون نواة منتجة وجاذبة مستقطبة لبقية أقطار العروبة في المشرق والمغرب.

واننا نخطئ أيما خطأ إذا سلمنا بفائدة هذه الخطوة دون ان نسلم بضرورتها القاهرة، إذ انها ليست خطوة إلى الأمام فحسب، بل انها الضمانة الوحيدة لكي لا نتراجع عما حققناه حتى الآن ولكيلا نفقده، فكل تحرر لا تضمنه الوحدة يبقى مزعزعا معرضا للانتكاس، وكل تقدم يظل سطحياً مشوهاً ممسوخاً ما لم تفتح له الوحدة أجواء النماء.

أيها السادة: إذا كنا جادين في تقدير عظم الأخطار المحيطة بنا، فهذا الاتحاد خير سبيل للوقاية والدفاع، وإذا كنا واثقين بامكانيات شعبنا، مؤمنين بنزوعه الصادق إلى الحرية والعدالة والوحدة فهذا الاتحاد سيكون المحرك الفعال لتلك الامكانيات، يضاعف الثقة، وينسق النضال ويختصر الزمن، لخير العرب وخير الإنسانية.

الرئيس [ ناظم القدسي ] - والآن ارفع الجلسة للاستراحة مدة عشر دقائق.

استئناف الجلسة

( وفي الساعة السابعة والدقيقة الثلاثين استأنف المجلس أعماله ).

الرئيس [ ناظم القدسي ] - نتابع أعمال الجلسة، والكلمة للسيد عدنان الاتاسي.

<16>