إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

ان نعبر منذ الوهلة الأولى عن الرغبة الأكيدة الصميمة في الاتحاد بأن نعين أعضاء في لجنة مشتركة يكون كل عضو فيها عربياً يتكلم باسم سوريا ومصر وباسم جميع أبناء العروبة الراغبين في الوحدة العربية، انني في الواقع أعارض معارضة شكلية لان الحكومة إذا كانت تأتينا دائماً بمثل هذه المشاريع فنحن سنكون مسرفين في التأييد لا عمل لنا الا ان نبارك ونحمد مثل هذه الأعمال العظيمة. اذكر أيها السادة اليوم بيتا من الشعر كنا نردده ونحن تلامذة على مقاعد الدرس وهذا البيت للمرحوم حافظ ابراهيم وهو:

لمصر أم لربوع الشام تنتسب

 

 

 

 

هنا العلى وهناك المجد والحسب

كنت أقول في نفسي هل العلى أعظم أم المجد والحسب، هل الأفضل ان يكون الإنسان منتسبا إلى مصر أم لربوع الشام والآن يأتينا الجواب الأمثل فاننا ننتمي إلى مصر والشام جميعا، بل ننتمي من خلال هذين القطرين العربيين الحبيبين إلى الأمة العربية التي أعلنا في دستورنا اننا جزء منها.

انني آخذ على أخي خالد بكداش انه اثار قضية حلف بغداد في هذه المناسبة وأرجو على كل حال ان يكون في تأييده يتكلم باسم حزبه الشيوعي لا باسمه الشخصي فانه على خلاف عادته لم يقل انه يتكلم باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وأظن انه سيصحح لنا هذه القضية فإما ان يكون قد تكلم باسمه أو باسم حزبه وعلى كل حال فان قضية الوحدة نحن اعلناها ودعونا إليها قبل حلف بغداد وبعد حلف بغداد وهذه الوحدة ان شاء الله ستجعل من حلف بغداد هباء منثورا، فبغداد هواها في هذه الوحدة وحلفها هو هذا الحلف وكل غير ذلك يأتي في الدرجة الثالثة والرابعة بل والعاشرة، فالقضية المقدسة هي وحدة العرب، ان يتحدوا وان يتحرروا وان يلتمسوا المجد وليست وحدتهم في سبيل مقاومة حلف بغداد، فلو ذهب حلف بغداد فان الوحدة باقية والعمل في سبيل الوحدة باق، وكما قال الزميل السيد فاخر الكيالي ان الظروف والملابسات قد تختلف ولكن فكرة الوحدة العربية المقدسة لا يمكن ان تختلف أبدا وستبقى في قلوبنا وأفكارنا وفي أعمالنا، انني ارجو من مقام الرئاسة ان يدعو هذا المجلس الكريم إلى اتخاذ قرار يعلن به تأييده الاجماعي لعمل الحكومة ويدعوها إلى الإسراع به، ويدعوها دون تردد إلى ان تمضي بحزم ودونما تحفظ أو تلكؤ وأرجو ان يبلغ مقام الرئاسة هذا القرار إلى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر وان يدعوه هو أيضاً إلى رعاية هذه المباحثات التي تقوم بيننا في سبيل وضع نواة الوحدة العربية الحقيقية، وأرجو بهذه المناسبة أيضاً ان يدعى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر إلى

<19>