إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

اتخذت قرارات ثلاثة كانت بمجموعها في جانب سوريا والفضل بها انما يعود إلى الموقف الصلب وإلى الصلابة التي أظهرها معالي الأستاذ أكرم الحوراني ومعالي الأستاذ صلاح الدين البيطار وقد شاركهم في هذا الرأي اخوان من العراق وأرغموا فخامة السيد نوري السعيد ان يقبل بهذه القرارات، ومن هذه القرارات الثلاثة تجميد حلف بغداد وقد قبل ذلك وأخذ على نفسه عهداً تاريخياً قال فيه انني لا اشجع ولا ألزم ولا أعمل على ادخال دولة عربية في هذا الحلف بعد ان أسرف في تشريحه وأراد ان يحملنا على الاقتناع بانه حلف اقليمي لا دخل له في سياسة الوحدة العربية التي هي حلم يدغدغ الأجنة في الأرحام - كما ذكرت - في هذه الأمة العربية. قال ميرابو هذا المجلس معالي الأستاذ فاخر الكيالى ان الجيش الإسرائيلى في عام 1956 باستطاعته ان يقاوم الجيوش العربية مجتمعة. نعم أيها الزميل الكريم انك على حق فيما تقول وان التفكير الصائب في الأيام العصيبة قد لا يكون التفكير في أيام المرح والهرج ونحن اليوم وفي هذا اليوم بالذات يجب ان يكون تفكيرنا مستقى من يوم عصيب لان الأخبار التي وردت على الأمة العربية تقلق البال وتحملنا على التفكير البعيد، فإذا صح ما قلت - وهو الصحيح - ونحن نبارك هذه الرغبة الصادرة والمنبثقة من أعماق القلوب ماذا يكون موقفنا غداً إذا اشتد الموقف والجيوش العراقية المستعدة لتموت وتفنى في سبيل هذه الأمة العربية تبعد عنا آلاف الكيلو مترات؟ يا اخي ليست الوحدة العربية وليدة شخص أو أشخاص ولكنها فكرة قومية تنبعث من أعماق الأمة العربية ويتوقف عليها حياتها أو مماتها فإذا خيل إلينا ان زيدا أو عمرو هو عقبة في سبيل تحقيق هذه الفكرة فمتى كانت الفكرة الخالدة تخشى الأجيال أو الجيوش أو الأفراد؟ فالله؟ الفكرة، والفكرة حية خالدة لا يمكن ان تموت وليس في قدرة الإنسان ان يقف في وجهها وقد آمنا بها كما يجب ان نؤمن لانها جزء من الخالق والإيمان الخالق لا يتجزأ.

نحن إذن في هذه الساعة المباركة التي شاءت هذه الحكومة ان تكون بها كترجمان لما يجيش في صدورنا والتي نطلب إليها في الوقت نفسه أن تعمل أيضاً على الاتصال بالمسؤولين في العراق لضرورة اتحاد جيشه مع الجيش السوري والجيش المصري لساعة عصيبة قد تقع ولا نستطيع ان نعين ميعادها لانها قد تقع في وقت ونحن غافلون ولا نعلم ماذا تكون النتائج لان بيننا من الأمة العربية "الأردن" الذي بعد رحلتنا لمسنا فيه ذلك الشعور العربي المتفجر وذلك التعلق الشديد بأمه سوريا، ان موقفه على هذه المسافات الطويلة مسافات جوار الحدود مع العدو انما تستدعي تقنين الجهود العربية، تقنينها مادياً ومعنوياً وعسكرياً لدرء ذلك الخطر المحدق به،

<24>