إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

لقد قام رئيس أركان الأردن منذ أيام وهو المعروف بشبابه واندفاعه - لأنه شعلة نارية كما لمسنا - ولكنه أمام المسؤولية الكبرى التي شعر بها وبنتائجها أقول قام منذ أيام بزيارة العراق واتفق مبدئياً مع الجيش العراقي على ضرورة الدفاع عن الحدود العربية المشتركة، فنحن إذن والحالة على ما هي عليه أحوج ما نكون للعمل على اتحاد عسكري، لان الاتحاد العسكري في هذا الوقت الحرج، ولأن ما تسجله السيوف وما يسجله هرق الدماء المشتركة قد يحقق ما تعجز عنه الأقلام وتعجز عنه الخطب وتعجز عنه البيانات، وهذا اليوم هو يوم الدم المشترك ويوم هرقه في سبيل الدفاع عن الأمة التي هي لنا في كل وقت.

أيها السادة ان حكومتنا القومية الحاضرة يوم تفكر - وانني على ثقة تامة بذلك - بان الأبوة التي يجب ان تلعبها وتحتفظ بها سوريا باعتبارها الأخ الأول الذي وقف نفسه منذ خمسين سنة للجهاد والنضال في سبيل الأمة العربية وانني لمؤمن بأن مصر اليوم لا تتأخر لحظة واحدة عن تلبية هذه الدعوة، دعوة الأخوة العربية لان مصر اليوم برئيسها هي غير مصر بسيدها في الأمس، فجمال عبد الناصر - كما قلنا - ترجمان الكبت العربي عبر هذه الأجيال لا يمكن اليوم - وقد تحمل مسؤولية الأجيال - الا ان يكون صدره واسعاً منفتحاً لكل فكرة عربية شاملة وقد تجلى ذلك في أقواله ومواقفه المشرفة الأخيرة. لذلك فيا أيتها الحكومة القومية المحترمة نحن من ورائك نؤيد هذه الخطوة المباركة وندعو لك بالتوفيق والازدهار نطلب إليك ان تباشري فعلاً بالمفاوضة مع مصر الشقيقة الكبرى، على ان تباشري في الوقت نفسه في اتصال مع الجيش العراقي للاتفاق على ما يضمن الدفاع عن هذه الحدود المشتركة، ولن يضير وحدة عربية انسان العمل على تعكير صفوها عرف في ماضيه وحاضره ومستقبله كعامل أجنبي باعترافه.

الرئيس [ ناظم القدسي ] - الكلمة للسيد هايل السرور

السيد هايل السرور - سيدي الرئيس، سادتي النواب. لا أريد ان اتعرض للتاريخ ولا أريد ان اتعرض للأعراف الدولية وانما أود ان أقول كلمتي في الناحية القومية فقط. لا شك ان الخطوة المباركة التي قامت بها الحكومة السورية في مضمار الوحدة العربية لها قيمتها، ونحن الذين نقدر قيمة الوحدة العربية لاننا نطبقها عملياً حيث ننتقل بين البلدان العربية بكل حرية وانطلاق ومن كان شأنه كذلك فانه يقدر الوحدة العربية حق قدرها ويقدر منافعها أو اضرار تأخير تحقيقها على السواء، لذلك لنا رجاءان أحدهما للحكومة

<25>