إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

الفرنسي، نار الجهاد فأعلنا جهادنا على الملأ باسم الله وباسم العروبة وكانت كل حركة سورية نقوم بها ضد الاغتصاب، والاحتلال، متصلة الجذور بكل وسط عربي يهزه مثلما يهزنا شعور العزة والكرامة، وتدفعه مثلما تدفعنا شعائر العقيدة، والإيمان، والتاريخ المشترك، والمصير المشترك.

لقد أردنا الثورة العربية خلال الحرب الكونية الأولى، وفي أعقابها ثورة في سبيل الحرية والوحدة فنصبت لنا أعواد المشانق، وتهافت عليها الاحرار وهم ينشدون أناشيد الحرية والنصر، وكان نداء هذه الأرض العربية المطهرة بدماء الرواد الأول، إيذانا بتفجير الثورة على أربعمائة عام من حكم الإرهاب والإفناء.

ولقد هال الدول الكبرى من بعد، أن يستيقظ العملاق العربي، ويدق أبواب الحرية والوحدة، وكانت قد قررت مصيره في الخفاء بينما كنا لا نزال في مهب جهاد التحرير.

وراحت تفرض سياسة السيادة الاستعمارية بالتجزئة وتقطيع الأوصال، فاخترعت نظام الانتداب، ورمت الوثبة العربية في شراك الصداقات الكاذبة والأحلاف الخادعة. وكان هذا الجزء السوري من الوطن العربي، أول من دوت في الآفاق صيحته، وتخضبت بالدماء الزكية ثورته، ومضى تاريخنا من موقعة ميسلون عام 1920 حتى موقعة هذا المجلس النيابي عام 1945، خطا مستقيماً من المضاء والعزيمة والنضال، تنير جوانبه مشاعل البطولة، محترقة بدماء الشهداء حتى رأينا العدو الباغي ينكس راياته فوق هذه السهول الحبيبة، ويغمد سيفه في قلب غروره، ويخرج من هذه البلاد ذليلاً مدحوراً.

كانت حركة النضال السوري أيها النواب المحترمون، على اتصال مستمر وثيق، جهاراً وسراً، بشتى عناصر المقاومة في كل أرض عربية وكنا نعمل أبداً على أن تتواصل حركات المقاومة والجهاد في كل بلد عربي فرضت عليه التجزئة والانتداب أو قيود المعاهدات، وكثيراً ما التقت التيارات السورية بالروافد العربية هنا وهناك، لإعلان النقمة والثورة على سلطات الاحتلال والاغتصاب، وكنا نوجه النضال المحلي توجيها قوميا شاملا قناعة منا بأن النجاح معقود على تعاقد الأيدي، وتلاقي القوى، وليس من سبيل للإعراب عن وحدة الأرض، ووحدة الهدف ووحدة المصير إلا بوحدة النضال والعمل القومي المشترك، وعندما ظفرنا بالحرية والاستقلال، وجلت جيوش الاحتلال جلاء أبدياً عن أرضنا وبلادنا كنا نرى استقلالنا المنيع العزيز منطلقاً إلى حرية عربية أمنع وإلى عمل قومي أوسع نطاقاً وأبعد أملاً وطموحاً، بل قد تعالت بحريتنا بشائر التحرير العربي، وأخذت أبواق

<48>