إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (2) النزاع المصري الإنجليزي أمام مجلس الأمن

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 537 - 553"

        أما قصة ما بعد الاحتلال البريطاني لمصر في سنة 1882 فمأساة يعرفها العالم أجمع. فقد عاملت بريطانيا مصر كما يعامل البلد المغزو. وكان ضياع الاستقلال في حد ذاته محنة قاسية ابتلي بها المصريون على أن الاحتلال أتى في أعقابه نتيجة أخرى ذات مغزى، ذلك أنه أدى بمصر - على الرغم من إرادة شعبها - إلى الدخول في مضمار المنافسة بين الدول الأوربية في سياسة القوة، دخلته لا عاملا مستقلا بل ضحية لأطماع دول انساقت وراء أحلام التوسع الاستعماري.

        إعلان الحماية:

        ولما قامت الحرب في سنة 1914 رفعت بريطانيا نقابها. وأعلنت على مصر حمايتها. وأقدمت على ذلك في دون مشاورة المصريين. ولكن عللتهم بإعادة النظر في وضعهم الدولي عند انتهاء الحرب ثم انتهت الحرب ومضت سنة 1918 دون أن تحرك بريطانيا ساكنا بل قاومت محاولة مصر أن تسمع صوتها في مؤتمرات الصلح وعمدت إلى اعتقال زعمائها ونفيهم إلى مالطة وإلى جزر سيشيل.

        إعلان الاستقلال بتحفظات:

        ولم تر بريطانيا الشمس في وضح النهار إلا تحت ضغط الثورة الوطنية في مصر فأصدرت في سنة 1922 تصريحا من جانب واحد أعلنت فيه إلغاء الحماية واستقلال مصر. على أن هذا الاستقلال المدعى به اقترن في هذا التصريح بتحفظات أربعة لم تدع للمصريين مجالا للاغتباط به فإن هذه التحفظات كانت خاصة:

         (1) بسلامة المواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر.
         (2) بالدفاع عن مصر ضد أي اعتداء أجنبي أو أي تدخل مباشر أو غير مباشر.
         (3) بحماية مصالح الأجانب في مصر وحماية الأقليات
         (4) بالسودان.

         وبذلك أمكن للتوسع البريطاني أن يمضي في طريقه وللاحتلال أن يستمر.

        تاريخ المفاوضات المتعاقبة:

        لن أطيل عليكم في ذكر الوسائل الملتوية التي لجأت إليها الحكومة البريطانية كي تبقينا في موقف المترقب طيلة ربع القرن الماضي ونحن على أحر من الجمر ولا في استعراض الساعات التي مرت بالمصريين تتحطم فيها آمالهم على صخرة اعتداد بريطانيا بقوّتها وبأسها، ومن مفاوضات زغلول - ملنر في سنة 1920 إلى مفاوضات عدلي كرزون في سنة 1921 إلى محادثات زغلول ماكدونلد في سنة 1924 إلى محادثات ثروت تشمبرلين في سنة 1927 إلى مفاوضات محمد محمود هندرسن في سنة 1929 إلى مفاوضات النحاس هندرسن في سنة 1930.

<8>