إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) كتاب رسمي من ماكدونالد إلى وايزمن رئيس الوكالة اليهودية لفلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلي عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 533 - 538"

13 -

وما عدا ذلك فبيان سياسة حكومة جلالته لا يتضمن منع امتلاك اليهود لأراض إضافية فهو لا يحتوي على تحريم كهذا كما أنه ليس- هنالك أية نية من هذا القبيل. إن كل ما يرمى إليه هو نوع الرقابة المؤقتة على تلك الأراضي وانتقالها مما يمكن أن يكون ضروريا لعدم الإضرار بتنسيق وفعالية مشروع الأراضي الذي سيعمل به. إن حكومة جلالته تشعر بأنها ملزمة بأن تشير إلى أنها وحدها - من الحكومات التي كانت مسئولة عن إدارة فلسطين منذ قبول الانتداب - هي التي أعلنت عزمها النهائي على الشروع بسياسة تحسين فعالة يعتقد بأنها ستثمر عن فائدة أساسية ودائمة لكل من اليهود والعرب.

14 -

ومما هو ذو صلة بهذه المسألة هو مراقبة الهجرة وقبل كل شيء يجب الإشارة إلى أن مراقبة كهذه لا تعتبر - ولا بصورة - خروجا على السياسة السالفة. فمنذ سنة 1920 وما بعدها أي عندما أصبح قانون الهجرة الأصلي في حيز التنفيذ كانت تصدر من وقت لآخر أنظمة لمراقبة الهجرة غرضها منع الهجرة غير المشروعة وتحديد الهجرة المرخص بها وتسهيلها. إن هذا الحق في تنظيم الهجرة لم يكن في يوم ما موضوع اعتراض.

15 -

ولكن على ما يظهر قد فهم من قصد حكومة جلالته "بأن لا يسمح لأية هجرة يهودية ما دامت تحول دون حصول أي عربي على عمل يعتاش منه".

         إن حكومة جلالته لم تقترح أصلا اتباع سياسة كهذه. لقد كانت مهتمة لتوضح بأنه من الضروري لتنظيم الهجرة اليهودية - تطبيق المبادئ. الآتية:

         أولا ضرورة التأكد من ألا يصبح المهاجرون عبئا على شعب فلسطين كمجموع ثم ألا يحرم أى فريق من السكان الحاليين عملهم.

         ( الكتاب الأبيض 1922 ).

         فإذا كان يترتب على حكومة جلالته من جهة ألا تنسى تسهيل الهجرة اليهودية تحت ظروف ملائمة وتشجيع استعمار اليهود للأراضي فمن جهة أخرى يجب عليها أيضا ألا تنسى واجبها الذي يفرض عليها أن تتأكد بأن لا يتولد عن ذلك أضرار تمس الطائفة غير اليهودية ومركزها.

         وبسبب هذا التعارض الظاهر في الالتزامات شعرت حكومة صاحب الجلالة بأنها ملزمة بتأكيد ضرورة تطبيق مبدأ القدرة الاستيعابية بصورة صحيحة. إن هذا المبدأ حيوي لأي مشروع إعماري يكون غرضه الأول إفساح المجال لاستيطان كل من اليهود والعرب الذين طردوا من أراضيهم.

         ولهذا السبب كانت حكومة جلالته قد ألحت كما أنها مضطرة لأن تلح على ضرورة المحافظة على مراقبة الحكومة للهجرة وعلى ضرورة تطبيق أنظمة الهجرة تطبيقا صحيحا. أما الاعتبارات المختصة بحدود القدرة الاستيعابية فهى اعتبارات اقتصادية محضة.

         16 - إن حكومة جلالته لم تأمر كما لا تفكر أصلا بوقف الهجرة اليهودية أو منعها مهما كان نوعها. إن عادة الموافقة على قائمة "المهاجرين من العمال" الذين يعيشون على الأجرة ستستمر. وفي كل حالة سيؤخذ بعين الاعتبار الاحتياج السابق

<5>