إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة اللجنة العربية العليا إلى اللجنة الملكية
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي ،ج 1، ص 589 - 593"

العديدة للدعوة الى انضمام جنود وضباط العرب فيها الى الثورة العربية فاشترك عرب فلسطين فيها بمقياس واسع ضباطا وجنودا لأجل تحقيق غايات الحركة العربية التى كانت ترمى الى استقلال البلاد العربية ومنها فلسطين .

        ثالثا: وضعت الحرب أوزارها على أساس مبادئ الرئيس ولسن ومنها مبدأ تقرير المصير ولقد أصبح تنفيذ هذا المبدأ حقا مقدسا .

        ولما تم النصر لجيوش الحلفاء أذاع اللورد اللنبى قائد جيوش الحلفاء في الشرق باسم الحكومتين البريطانية والفرنسية في تشرين الثانى 1918 في جميع مدن وقرى فلسطين وفي سوريا ولبنان بيانا جاء فيه أن القصد من حركة الحلفاء هو تمكين أهل البلاد من تقرير مصيرهـم وانشاء حكومات وطنية منهم وانه لم يكن لفرنسا ولا لبريطانيا أى مقصد استعمارى في هذه البلاد. وقد تلقى عرب فلسطين اذ ذاك هذا البيان بمثابة وثيقة عهد جديد مؤيد للعهود المقطوعة للملك حسين والمشار اليها آنفا.

        رابعا: ثم عقد مؤتمر الصلح في فرسايل وكان أهم ما أنتجه هذا المؤتمر هو عهد عصبة الامم وقد تأيد في هذا العهد مبدأ تقرير المصير ومبدأ الاعتراف باستقلال البلاد العربية المنسلخة عن الدولة العثمانية باعتبار أن سكانها العرب قد وصلوا الى درجة من النضوج السياسى يجعلهم أهلا للتمتع بالاستقلال بشرط أن يتلقوا الارشاد والنصح لمدة مؤقتة من دولة عرفت بالدولة المنتدبة. وجعل لرأي أهل البلاد الاعتبار الاول في اختيارها.

        وعلى أثر ذلك تقرر ايفاد لجنة دولية للبلاد العربية لاستفتاء سكانها، وجاءت اللجنة الامريكية المعروفة بلجنة كراين - كنغ. وكانت نتيجة استفتاء هذه اللجنة برهانا قاطعا على رغبة أهل هذه البلاد بالاستقلال والحرية والوحدة السورية والعربية ورفض السياسة الصهيونية رفضا باتا.

        خامسا: وبالرغم من كل ذلك وبعد أن كان لعرب فلسطين كل الحق في كيان عربي مستقل فقد سلخت بلادهم عن سوريا وفرض عليها الانتداب البريطانى وادمج وعد بلفور في صك الاتتداب ثم بالرغم عما ذكر في هذا الصك من أنه مستند الى المادة 22 من عهد عصبة الامم فقد صيغ في قالب لوحظت فيه بالدرجة الاولى مصالح اليهود وقد جعل فيه للحكومة المنتدبة الحق المطلق في التشريع والادارة ونص فيه على وجوب وضع البلاد في حالات إدارية وسياسية واقتصادية من شأنها تسهيل انشاء الوطن القومى اليهودى. وقد سارت الحكومة البريطانية في ادارة البلاد طيلة التسع عشرة سنة الماضية على سياسة ترمى الى انشاء هذا الوطن اليهودى مهملة تمام الاهمال المحافظة على حقوق و وضعية العرب التى اخلت اخلالا فظيعا بحيث نزلت نسبتهم العددية التى كانت 93% في بداية الاحتلال البريطانى الى 70% وبحيث خيب كل أمل لهم في الحكم الذاتى وبحيث حرموا من كل مشاركة في مرافق البلاد وبحيث أصبح كيانهم القومي مهددا بالهدم والفناء وبحيث مكن اليهود من الاستيلاء على قسم كبير من أحسن الاراضى العربية وأخصبها وتشريد مزارعيها عنها ومحو القرى العربية فيها. هذا في حين أن البلاد العربية الاخرى المنسلخة عن الدولة العثمانبة والمماثلة لفلسطين أى سوريا ولبنان والعراق قد قام لها منذ البدء حكم وطني ما لبث أن انتهى فيه عهد الانتداب وتثبتت العلاقة

<3>