إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991"

تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول
حوادث الأردن والأوضاع الراهنة لحركة المقاومة.

( الحريــة، الأعداد 541
و542، و543، بيروت، 16
و23 و30/11/1970، ص
4 ،6 ، 12 )

         مقدمة: لم تكن الحملة العسكرية والسياسية الشاملة التي نظمتها الرجعية الأردنية - الفلسطينية والامبريالية الاميركية، هي الحملة الأولى والأخيرة وإن اختلفت في شمولها ونتائجها عن الحملات الأربع السابقة، كما أنها لم تكن موجهة للجناح اليساري في الثورة، كما تدعي الرجعية، أو بفعل " سياسة وتصرفات " الجناح اليساري كما تزعم بعض الدوائر اليمينية في حركة المقاومة.

         إن حملة أيلول ( سبتمبر ) هي حلقة في سلسلة حملات على المقاومة والشعب توالت طيلة السنوات الثلاث الأخيرة. وكل هذه الحملات هي نتيجة موضوعية لا يمكن القفز عنها، فهي وليدة التناقض الدائم بين النظام الطبقي شبه الإقطاعي - البورجوازي الكومبرادوري والمرتبط بالاستثمار والامبريالية من جهة، وبين حركة التحرر الوطني الفلسطينية - الأردنية من جهة أخرى. وكل المحاولات التي جرت لطمس هذا التناقض انتهت إلى الفشل تحت إصرار الرجعية على تغليب التناقض الثانوي " الطبقي" على التناقض الرئيسي " الوطني والقومي مع العدو الصهيوني الامبريالى" قبل حزيران ( يونيو ) 67 وبعده. ولا نأتي بجديد إذا كررنا التذكير بدور الرجعية في عمان والتي شكلت صمام أمن تاريخي للحركة الصهيونية والاستعمار قبل عام 1948 ولدولة إسرائيل وللثورة المضادة في المنطقة العربية بعد عام 1948، كما إننا لا نأتي بجديد عندما نذكر دور الرجعية في المحاولات الدؤوبة لقمع وتصفية العمل الفدائي قبل 1967( ممثلا بتجربة فتح ) وقبل أن يكون له وجود تنظيمي أو عسكري مباشرعلى المساحة الأردنية - الفلسطينية. وبعد حرب حزيران  ( يونيو ) 1967 وقبل أن يولد يسار المقاومة وحتى قبل أن يوجد السلاح بيد الجماهير في المدن قامت الرجعية بحملتها الأولى ( التطويق وإبادة العمل الفـدائي فـي الأغـوار بتـاريخ 2 / 2 / 1968 ) ثـم الحملة الثانية فـي 4 / 11 / 1968 بعمان والمدن الأخرى وقبل أن يولد يسار المقاومة. وهكذا تتابعت الحملات على الثورة والجماهير. وهذا كله يعود لعاملين، الأول الطبيعة الطبقية الرجعية للنظام في عمان والمعادية للحركة الوطنية والثورة المسلحة، والثاني ارتباط النظام في عمان بالامبريالية واستجابته لمخططاتها في ضرب الحركات والثورات الوطنية.

         إن الجهلة بالتاريخ الحديث للرجعية الأردنية- الفلسطينية والعربية، وبتاريخ الامبريالية في المنطقة والعالم، واليمينيين المشبوهين وطنيا داخل صفوف المقاومة هم الذين يستجيبون لأضاليل الرجعية بأن الحملة استهدفت يسار المقاومة أو أن يسار المقاومة قد دفع الرجعية للأخذ بها، ومثل هذا النفر حان الوقت لتلفظه حركة المقاومة من بين صفوفها.

التطورات السياسية والعسكرية قبل حملة أيلول (سبتمبر)
أولا - سياسيا:
         
مع مطلع عام 1970 بات واضحا أن الدوائرالامبريالية والمرجعية العربية تعتبرعام 70 - 71 عام تصفية للقضية الفلسطينية ولحركة المقاومة ( الضغوطات السياسية الأميركية على القاهرة مباشرة، زيارة سيسكو، العسكرية الإسرائيلية ونقل الحرب إلى أعماق الأرض العربية - خاصة الجمهورية العربية المتحدة -، انفجار مؤتمر القمة في الدار البيضاء، اشتداد حملات قمع وتصفية المقاومة فـي بيروت وعمان، حملة تشـرين الثاني - نوفمبـر - 69 في لبنان، حملة 10 / 2 و7 / 6 / 70 في عمان ). ( راجع

<1>