إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991 "

تلتزم بأي اتفاق لا ينسجم مع مصالحها الطبقية وارتباطاتها بالامبريالية. والآن تنطلق الرجعية في متابعة حملتها من اتفاق القاهرة بعد أن ضمنت بقاءها وتجديد التعامل معها من جميع دول اتفاقية القاهرة دون احترام لاتفاق القاهرة وللاتفاقات المنبثقة عنه.

نتائج الحملة:
         
إن الإشارة المطروحة لأبرز دروس حملة أيلول (سبتمبر) تشكل المقدمات للنتائج التي ترتبت على هذه الحملة وأبرزها:
         1 - إن التركيب الذاتي لحركة المقاومة هو الذي أعطى سلسلة الممارسات النظرية والسياسية والعسكرية والنقابية التي أدت إلى تراجع المقاومة خطوتين إلى الوراء بعد حملة أيلول (سبتمبر) (التراجع عن مواصلة النضال لتحقيق السلطة الوطنية، حل ازدواجية السلطة في المدن طبقا لاتفاق القاهرة، أي في صالح الملكية الرجعية). وهذا تولد عن:
         أ - ممارسات بعض فصائل المقاومة السياسية والتي أضاعت الحلقة المركزية في النضال لإحباط المشاريع التصفوية (حل التناقض مع الرجعية لصالح الثورة)، وعكس هذا الموقف نفسه حتى عشية بدء الحملة (الأسبوع الأول من أيلول- سبتمبر) كما أن هذا الهدف المرحلي لم يكن ثابتا طيلة مجابهة الحملة. وبتعبير أدق إن بعض فصائل المقاومة لم تكن حاسمة وجادة تماما في حل التناقض مع النظام الرجعي. واتضح هذا من موقفها في مناطق الوسط والشمال، وأثر على مجموع عملية الصراع الناشبة. لأن وضوح الهدف السياسي يؤدي إلى سلسلة من التكتيكات السياسية والعسكرية لمتابعة معركة تحرير البلاد من الرجعية (طالما أن الرجعية تصر على تغليب التناقض الثانوي معها على التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني الامبريالي)، حماية الثورة وحتى تتفرغ بكل طاقتها لمتابعة الكفاح المسلح والجماهيري ضد العدو الصهيوني والحلول التصفوية، الخ.

         ب - طبيعة علاقة بعض فصائل المقاومة مع الأوضاع العربية والأنظمة العربية التي جعلتها (وجرت معها يسار المقاومة) تحت سقف ورحمة الأنظمة العربية لأنها غير قادرة على تجاوزها وبالتالي الاعتماد على الذات والجماهير ورفض الاستجابة لمواقعها التوفيقية مع الملكية الرجعية.

         ج - طبيعة تركيب المقاومة السياسي والعسكري فرض عليها مجابهة الحملة الرجعية الامبريالية بحرب المواقع رغم الحديث المتراكم عن، حرب التحرير الشعبية " ولم تتمكن المقاومة من تطوير قتالها إلى "حرب شعبية" رغم النداءات الطويلة.

         د - تعطيل العديد من طاقات المقاومة السياسية والمسلحة عن المشاركة في الشمال والوسط بفعل غياب الموقف السياسي الحاسم الذي قيد القوات بمواقف دفاعية (حرب دفاع مواقع بيد المقاومة) دون الاندفاع نحو فتح الصراع مع الرجعية في طول القطر وعرضه وبأساليب تتداخل فيها حرب العصابات مع الكمائن والغارات على القوات الملكية وحرب الشوارع في المدن. والمقاومة لم تعد نفسها عمليا وموضوعيا لهذه الحرب الطويلة النفس. بالإضافة إلى تخاذل العديد من الإطارات وضيق أفقها في فهم المهمات المطروحة عليها لمجابهة الأزمة وتطوراتها.

         إن التجربة التي وقعت بصورة مكثفة في حملة أيلول (سبتمبر) تفرض على كافة فصائل المقاومة مراجعة نقدية صارمة لممارساتها السياسية والعسكرية والمالية والتثقيفية، لمجابهة التطورات الجارية واللاحقة. وعلى يسار المقاومة بالذات المبادرة في هذه العملية وطرحها على الجماهير وإلا أضاعت دروس التجربة وغرقت في بحر ديماغوجية اليمين والتناقضات العربية.

         إن المقاومة دفعت ثمن سياستها الخاطئة، وبات عليها أن تفهم جيدا- قوانين الثورة وترابطها الجدلي (وحدة الساحة الأردنية- الفلسطينية، العلاقة مع الأنظمة العربية والجماهير، الامبريالية العالمية وعلاقاتها، إلخ). وهذا يترتب عليه برنامج عمل وطني ديمقراطي في الساحة الأردنية - الفلسطينية يستجيب لتعبئة جماهير الضفتين بشكل منظم وعلمي وقادر على حل مشكلات العلاقة مع الريف والجنود. وبغير هذا تقع المقاومة أسيرة أمراضها وتكون بعد هذه التجربة قد دخلت مرحلة الشيخوخة شاءت أم أبت. هنا وفي هذه المرحلة بالذات يقع على كتف يسار المقاومة دور هام وتاريخي وطنيا وقوميا.

         2 - بات مشروع الدولة الفلسطينية كجزء من صفقة التسوية مطروحا على الشارع الفلسطيني أكثر من أي وقت سابق. فقبل الحملة كان محصورا بين الأوساط الرجعية الفلسطينية العليا الملكية الرجعية (أمثال الجعبري، كنعان، شحادة، الفاروقي، إلخ)، استجابة لمخططات إسرائيل والامبريالية.

         بعد حملة أيلول (سبتمبر) باتت الدوائر الدولية تطرحه (الأميركية- البريطانية رغم اختلاف النظرة، والسوفييتية لحل مشكلة شعب فلسطين وتأمين تسوية شبه نهائية للقضية الفلسطينية)، كما أن دولا عربية تطرحه (المغرب وتونس قبل الحملة طرحتا المشروع على "فتح " تحت شعار نظرية خذ وطالب البورقيبية "، تصريحات هيكل عشية استقالته من وزارة الإرشاد ج. ع. م.، تصريحات الملك حسين بعد الحملة واتفاقية

<13>