إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991 "

القاهرة ).

          ثم تصريحات القادة الإسرائيليين قبل الحملة وبعدها.

          إن المسألة الأكثر خطورة، أن حملة أيلول ( سبتمبر ) أشاعت مناخا في صفوف قطاعات شعبنا ولأول مرة منذ 1948 مستعدة لتقبل فكرة الدولة الفلسطينية للخلاص من الحكم الملكي الوحشي والبربري. وفعلا فإن الخطة الإسرائيلية - الامبريالية - الرجعية تلتقي عند نقطة توفير المناخ الموضوعي لولادة هذه الدولة ومحاولة توفير الإدارة الفلسطينية للأخذ بها.

          في إسرائيل تجري محاولة خلق " قوة ثالثة " فلسطينية للدخول في صفقة التسوية الشاملة ومشاركة شعب فلسطين في الإقرار بدولة إسرائيل والتنازل عن جزء من أرض فلسطين. وهي قوة بديلة عن " الوجوه والإطارات الرجعية التقليدية التي خدمت العرش الهاشمي" والاحتلال ذاته بعد 1967، وعن حركة المقاومة، وذلك تحت شعار" رفض العودة لحكم الملكية الرجعية في عمان، وحق تقرير المصير في الضفة الغربية والقطاع ". وتجد الدعوة استجابة في صفوف قطاعات شعبية في الأرض المحتلة ويتقدم لها إطارات من العناصر البورجوازية والبورجوازية الصغيرة غير الملوثة في تاريخها الوطني ( أطباء، مهندسون، معلمون، محامون، إلخ ).

          وفي الضفة الشرقية فقد فشل النظام الرجعي في اعتماد الرجعية الفلسطينية المتعاملة معه لتنفيذ سياسة التسوية، نظرا لخيانتها الوطنية تاريخيا ورفض الجماهير لها، والتفاف الجماهير حول المقاومة الفلسطينية، كما فشل في تصفية المقاومة على حلقات أو تطويقها وإبادتها كاملة خاصة بحملة أيلول (سبتمبر) البربرية.

          وخطة السلطة تقوم الآن على محاولة خلق " القوة الثالثة " من داخل حركة المقاومة بديلا عن الإطارات الرجعية الفلسطينية المهزومة شعبيا، وعن عموم حركة المقاومة. فبعد حملة أيلول (سبتمبر) ظهر اتجاه في أوساط قطاعات شعبية فلسطينية في الضفة الشرقية- بعد فشل المقاومة في إزاحة الرجعية- مستعدة لأي حل يريحها من حكم الملكية الرجعية. والحكم يطلق التصريحات لصالح الدويلة الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع، وفي ذات الوقت يعمل على أن يحقق سياسيا ما فشل في تحقيقه عسكريا وخاصة بالحملة الأخيرة: " تمزيق وحدة فصائل المقاومة وتصفية يسارها " تحت شعارات " التعاون مع " فتح " وجيش التحرير، بديلا عن عموم فصائل المقاومة، ليتسنى له وللامبريالية ضرب عصفورين بحجر واحد " تجربة عملية تصفية الثورة على حلقات بالوسائل والإغراءات السياسية، وتهيئة المناخ لقمع باقي فصائل المقاومة إذا فشل في جر بعض المنظمات إلى مشروع الدويلة الفلسطينية،. وبعد اتفاقية القاهرة تتعامل الثورة المضادة في عمان مع المقاومة بهذا الأفق.

          وبذات الوقت يتابع عملية تجريد المقاومة من غاباتها البشرية في المدن بمتابعة سياسة الإرهاب والقمع البوليسي وإرهاق الشعب يوميا لفرض مناخ بوليسي على البلاد ودفع جماهير المدن إلى الحياد بالقوة والانسلاخ عن حركة المقاومة والقوى الوطنية. حتى يسهل تصفية المقاومة في الحملات القادمة، المقاومة المجردة من الجماهير في المدن، والمحصورة بين الأغوار والقرى المضادة خارج المدن.

          كل هذا في إطار متابعة تمزيق وحدة الشعب بين أردني وفلسطيني (14) كجزء من العملية الجارية لإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و القطاع، والمحافظة على الملكية الرجعية في شرق الأردن، وطرح مشروع دولة اتحادية بين الدولتين الأردنية والفلسطينية فيما بعد، ليكون شعب فلسطين بين مطرقة إسرائيل وسندان الملكية الرجعية والامبريالية.

          وإذا فشلت مخططات الامبريالية والرجعية في فرض هذه الحلول يكون النظام قد أعد كامل قواه لشن حملات إبادة جديدة على المقاومة والقوى الوطنية بعد أن مزق وحدة الشعب بزرع الروح الإقليمية الرجعية في صفوف أجهزة الدولة والشعب، وأضعف حركة المقاومة بالمناخ البوليسي المخيم على البلاد ومحاولته الجارية لتصفية المقاومة على حلقات بالأساليب والإغراءات السياسية.

ما العمل على ضوء التطورات الجارية في المنطقة:
          إن تصفية القضية الفلسطينية، وحركة المقاومة والقوى الوطنية عمليا، باتت مجسمة بخطوات متتالية على ضوء تجربة حملة أيلول (سبتمبر):
          1 - متابعة الحملة سياسيا وبوليسيا ضد المقاومة والجماهير، لعزل المقاومة والقوى الوطنية عن الجماهير العريضة، لتصبح عارية تصارع وحدها (بفعل الأجواء البوليسية القمعية المتواصلة والإصرار الدؤوب على حصرها بين الأغوار والريف الذي يشهد ردة رجعية شاملة الآن). أي الأخذ " بنظرية توجيه الضربات المتتالية للمقاومة وبكافة الأساليب القمعية والتكتيكات السياسية "، حتى تصل المقاومة إلى حالة موضوعية يسهل فيها قمعها وإبادتها كليا أو ترويضها والزج بها بالمشاريع الامبريالية الرجعية المشبوهة.

          متابعة حملة توفير المناخ للدويلة الفلسطينية ( بالعنف المتصل المسلح والبوليسي والسياسي ضد المقاومة والشعب) لتتقبل قطاعات أكبر من شعبنا مشروع الدويلة المقترحة، خلاصا لها من العذاب التاريخي ومن رصاص ومدفعية وإرهاب الملكية الرجعية. وتستخدم بالإضافة

<14>