إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991 "

جريدتي الشرارة وفتح ).

          كما أن السياسة السوفييتية- العربية الرسمية أيضا تدفع بتحويل عام 70 - 71 إلى عام حل لأزمة الشرق الأوسط، من مواقع واعتبارات مختلفة وحسب المضمون السوفييتي -  المصري لقرار مجلس الأمن.

          كل هذا أنتج مشروع روجرز الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية ( أواخر أيار- مايو-70) وأعلنت القاهرة وعمان عن قبوله ( أواخر تموز- يوليو-70 ) وبهذا دخل قرار مجلس الأمن إلى حيز الإجراءات التنفيذية. وكان من أولى ثمراته تحويل المعركة من صراع مع العدو الرئيسي ( الصهيوني الامبريالي ) إلى الصراع داخل الجبهة العربية لتدخل الرجعية معركتها الحادة مع حركة المقاومة، وتدخل فصائل حركة التحرير العربية حالة من الصراع بينها . وكما أوضحت بيانات الجبهة بالذات "أن مشروع روجرز هو خطوة كبيرة على طريق فتنمة الحرب بالشرق الأوسط" . ( بيانات تموز - يوليو- آب- أغسطس - 1970"

ثانيا- عسكريا:
          فقد أخذت الرجعية في عمان بإعداد كامل قواها لحملة " التطويق والإبادة الحاسمة"، بعد أن استوعبت جيدا دروس حملة حزيران ( يونيو ) 70. فأخذت في تنفيذ " الانقلاب الملكي الأبيض، داخل صفوف الجيش والأمن العام والمخابرات لإحكام قبضتها الحديدية على مؤسسات الدولة القمعية وتحويلها بالتعبئة السياسية والنفسية لشن حرب " التطويق و الإبادة" على المقاومة والجماهير، كما جاءت بحكومة جديدة بها بعض الوجوه البورجوازية الوطنية لتكون بمثابة "حصان طروادة " لتضليل المقاومة والشعب ( تصريحات ناطق بلسان الجبهة إلى جريدة صوت الجماهير- الطلائع- جريدتي الشرارة، وفتح ). وبدأ القصر في إعادة توزيع قواته حول عمان لإحاطتها بطوق دائري كامل، وبذات الوقت تؤكد حكومته حرصها على فك الحصار حول عمان ( حكومة تجمع بين اليمين المعتدل والبورجوازيين الوطنيين ) ( راجع جريدتي فتح والشرارة ). ولإتمام ترتيبات الحملة ذهب الملك إلى القاهرة 20-23 آب ( أغسطس ) 70 ليطالب على رأس جدول أعمال المباحثات بتصفية العمل الفدائي ( الشرارة- أيلول- سبتمبر-70 ). كان هذا يجري تحت غطاء حكومة الرفاعي اليمينية المعتدلة واللجنة العربية الخماسية التي أوفدتها الجامعة العربية لتنظيم العلاقة بين المقاومة والنظام الرجعي. ولم ينس القصر اختبار صلابة الطوق العسكري حول عمان وانضباط الجيش في تنفيذ الأوامر المعادية للشعب بدقة، كما جرى في اختبار الاستجابة لقصف عمان في 31/ 8 و1/ 9/ 70.

          وطيلة الوقت من 7 / 6 حتى 16/9 لم ينقطع الجسر الجوي لنقل الذخائر والعتاد الكافي لتغطية الحملة البربرية من العواصم الاستعمارية ( واشنطن، لندن، وعن طريق ألمانيا الغربية).

          إن كل هذه الوقائع كانت مكشوفة لحركة المقاومة ولم تأت الحملة مفاجئة لأي فصيل أو للجنة المركزية للمقاومة.

          وعربيا: عمل القصر على الإفادة القصوى من موافقة القاهرة على مشروع روجرز، ومن المواقف المتعارضة التي نشأت بين القاهرة وحركة المقاومة لإكمال انقلابه الملكي الأبيض في صفوف الجيش والأمن العام وإحكام قبضته على أجهزة الدولة، واستثمار الحالة الجماهيرية الناصرية بشكل عام وحالة البورجوازية الوطنية المتعاطفة مع القاهرة تاريخيا ( وزارة الرفاعي، البلبلة في الشوارع)، كما عمل القصر على الإفادة من الأوضاع العربية الحاكمة الرجعية ومن الصراع السياسي الذي نشب في صفوف حركة التحرر الوطني إزاء موقف القاهرة وبين المقاومة والأنظمة العربية الوطنية التي تؤيد قرار مجلس الأمن. وكما يبدو أنه كان مطمئنا لموقف بغداد رغم عمليات التهويش وعرض العضلات التي مارستها بغداد في صالح المقاومة ( الإنذار الشهير بشكل خاص ) والتطورات والوقائع اليومية ( خاصة بعد فشل حملة حزيران - يونيو- 70 وبشكل أكثر دقة بعد 31/8/70 حيث قصفت القوات الملكية مدينة عمان بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات )، كلها كانت تؤكد أن الحملة الخامسة على الأبواب.

          لقد بادرت الجبهة إلى طرح المسألة على الجماهير والمقاومة ( وثيقة الجبهة إلى المجلس الوطني الفلسطيني السابع بالقاهرة من 27 إلى 31/5/70 ) أكدت أن عام 70- 71 هو عام التصفية للقضية الفلسطينية وحركة المقاومة، وبأن المسألة الأكثر خطورة الآن هي محاولة تصفية حركة المقاومة في الأردن ولبنان. وفعلا ما كاد اجتماع المجلس ينتهي حتى بدأت الحملة العسكرية الرابعة في عمان والزرقاء 7 حزيران (يونيو) ولم يصل بعد معظم القيادات الفلسطينية إلى عمان.

          كما عملت الجبهة على حسم مجموعة قضايا أولية تتعلق بحياة الثورة وسلامة خطها الوطني في الساحة الأردنية - الفلسطينية من خلال المجلس الرابع بعد أن حجب بعض عناصر فتح ويمين المجلس إقرارها في المجلس السادس أيلول (سبتمبر) 1969 وأبرزها:
          - تأكيد وحدة الساحة الفلسطينية الأردنية، ردا على اتجاه فتح بفلسطنة القضية الفلسطينية دون الالتفات إلى ما يجري في الأردن.
أي تأكيد قانون الترابط اليومي بين متابعة الكفاح المسلح ضد العدو القومي وبين حماية

<2>