إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991 "

الثورة في عمان، وضرورة تأمين قاعدة وطنية صلبة بالأردن تشل هجمات الثورة المضادة ومخططات الامبريالية لتصفية القضية الفلسطينية والمقاومة.

         - تأكيد وحدة الشعب في الساحة الفلسطينية الأردنية ممثلة بوحدة كافة المؤسسات المهنية والنقابية والوطنية، بعد أن مضت فتح في انتهاج سياسة إقليمية خاطئة مهنيا ونقابيا، وما يترتب على هذا النهج من نتائج سلبية لا تتناول فقط تمزيق وحدة الشعب بل أيضا سلامة الثورة، وعزل أبناء شرق الأردن عمليا وموضوعيا عن تلمس المصلحة الوطنية والطبقية بالثورة الوطنية الفلسطينية.

         - تأكيد تعميق التحالفات الوطنية بضم جميع فصائل المقاومة إلى إطارات التحالف المشترك ( إطارات منظمة التحرير وتشكيل اللجنة المركزية بقرار من المجلس الوطني ).

         ومع أن هذه الخطوات أقرها المجلس الوطني إلا أنها جاءت فعلا متأخرة كثيرا لتحصد الثورة والحركة الجماهيرية بالتالي نتائج هذه السياسة الخاطئة في أيلول (سبتمبر) 1970 وبشكل صارخ.

         وبعد حملة حزيران (يونيو) 70 الفاشلة جاءت موافقة القاهرة وعمان ( من موقعين مختلفين ) على مشروع روجرز الاستعماري لتدفع بالصراع بين المقاومة والرجعية الحاكمة في عمان إلى ذروته. وبات مطروحا على جدول أعمال حركة المقاومة ضرورة إحباط المشروع بعد أن دخل قرار مجلس الأمن حيز الإجراءات التنفيذية. وإحباطه يفترض بالضرورة تحقيق حكم وطني في عمان معاد للامبريالية والصهيونية وللمشاريع التصفوية. وهذه هي الحلقة المركزية في إحباط مشروع روجرز.

         بادرت الجبهة إلي طرح المسألة جماهيريا وعلى اللجنة المركزية وفصائل المقاومة ( بيانات الجبهة، الشرارة )، كما دعت اللجنة المركزية المجلس الوطني الفلسطيني لدورة استثنائية- 27 آب ( أغسطس ) 1970، وساهمت الجبهة بصياغة مشروع قرارات اللجنة المركزية إلى المجلس من خلال اللجنة المركزية. كل هذا لتطوير الموقف الوطني لدى جميع فصائل المقاومة نحو الحلقة المركزية في إحباط مشروع روجرز والحلول التصفوية ( الحكم الوطني ). وفعلا فقد أقر المجلس هذه القرارات مع تعديلات عبرت عنها جريدة الشرارة بأن المجلس وافق على مقدمات الموضوعات الوطنية المطروحة على المجلس ورفض النتائج ( أي النضال من أجل حكم وطني ). فقد أقر المجلس:
         - اعتبار الساحة الأردنية الفلسطينية وحدة نضالية وبأنها الميدان الرئيسي لشعب فلسطين والثورة.
         - منع التفاوض مع العدو، ورفض أية سلطة تتفاوض معه في عمان.
         - العمل على تحويل الساحة الأردنية الفلسطينية إلى معقل للثورة الفلسطينية تنتظم فيها القوى الشعبية المسلحة مع الجنود، وتتبنى الاستمرار في الكفاح المسلح ورفض التفاوض مع العدو.

         أما النتائج التي هرب منها المجلس فهي: تحديد " طبيعة السلطة التي تمثل القوى الشعبية المسلحة مع الجنود لتبني سياسة الاستمرار في الكفاح "..إلخ. "كيفية الوصول إلى هذه السلطة ". ورغم ذلك فقد كانت القرارات واضحة المعاني.

         وحتى يصبح بالإمكان تعبئة الجماهير والمقاومة والجنود حول موضوعات إحباط المشاريع التصفوية وحماية المقاومة بادرت الجبهة إلى بلورة الحلقة المركزية في هذه الموضوعات تحت شعار " كل السلطة للمقاومة والجنود والشعب المسلح " بديلا عن سلطة الرجعية والاستعمار ( الشرارة، النشاطات الجماهيرية، دعوة الجنود والضباط إلى تشكيل لجان الجنود الثورية..إلخ.) بينما لاحظت جريدة " فتح " بأن " إحباط المشروع سيقود إلى الصدام وسيكون حتما الصدام الأخير مع السلطة العميلة".

         ولم تحسم المقاومة هذه المسألة إلا بعد أحداث 31/ 8 و 1/ 9/ 1970، حيث قامت القوات الملكية بناء على تعليمات قصر الحمر ومن وراء ظهر هيئة أركان الجيش ( اللواء مشهور حديثة ) وحكومة الرفاعي بقصف عمان بالمدفعية لاختبار دقة تنفيذ التعليمات، واستطلاع ردود المقاومة ( بالتعبير العسكري، عملية استطلاع بالقوة ).

         هنا باتت المسائل واضحة، الصدام حتمي هيأ له " الانقلاب الملكي الأبيض " كل طاقاته. وهنا فقط أدركت جميع فصائل المقاومة وخاصة " فتح" أن المعركة واقعة ولم يعد من مجال للقفز عنها، تحت ضغط المشاريع الاستعمارية واستجابة القصر لها. فخرجت اللجنة المركزية بالبيان الشهير " النضال من أجل تحقيق السلطة الوطنية وإسقاط السلطة العميلة دون أن تتناول الملك". فماذا بعد أن أصبح شعار السلطة الوطنية شعارا رسميا تتبناه جميع فصائل المقاومة ؟ وماذا عن خطة العمل لمجابهة التطورات المتسارعة بين الثورة والثورة المضادة ؟

         بقيت حركة المقاومة تراوح في مواقع دفاعية. وغلب عليها وضع الخطط السياسية والعسكرية الدفاعية دون أن تفكر للحظة واحدة في أخذ زمام المبادرة من يد الثورة المضادة وتنظيم خططها وتكتيكاتها السياسية والعسكرية على هذا الأساس، ولذا اكتفت بالخطوات الدفاعية التالية:
         1 - سياسيا، طرح شعار النضال من أجل تحقيق سلطة وطنية لها مهمات محددة وطنيا ( رفض المشاريع

<3>