إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991"

التصفوية، تطهير أجهزة الدولة، التحالف الوثيق مع المقاومة، متابعة الكفاح المسلح ) وإسقاط السلطة العميلة ( الإطارات السياسية والعسكرية الرجعية دون الوصول إلى الملك ).

         2 - عسكريا، وضع خطة دفاعية عن المقاومة في حال نشوب الصراع. ووضع طاقات المقاومة تحت تصرف " لجنة عسكرية مشتركة ".

         3 - الاتصال بالقاهرة ودمشق وبغداد بوفود من اللجنة المركزية للمقاومة ( قبل 31/8 وبعده وعلى ضوء حملة حزيران- يونيو- مباشرة) لتحديد مواقفها من التطورات القادمة، دون أن تطرح اللجنة المركزية " خطة محددة لما تريد وكيف " وهكذا بقيت المسألة بلا تحديد.

         إن تـركيب المقاومة الـذاتي وشبكة عـلاقاتها العـربية هي التي أدت إلى هـذه النتائج على مستـوى اللجنة المـركزية وعلى مستـوى التحالفات الأسـاسية داخل المقاومـة. رغم دعوة الجبهـة اللجنـة المركزية وفصـائل المقـاومة بالمباحثات الثنائيـة والثلاثية ..إلخ إلى وعى الأهمية التاريخية لأخذ زمام المبادرة وتنظيم العملية الثورية محذرة من خطورة ترك المبادرة بيد قصر الحمر، كما عملت الجبهة على طرح المسألة على الجماهير بعد حملة حزيران ( يونيو ) مباشرة، لإنضاج الأزمة الثورية في البلاد وفي صفوف قواعد حركة المقاومة تحت راية " كل السلطة للمقاومة والجنود والشعب المسلح ".

حملة أيلول ( سبتمبر) أغراضها ونتائجها
         في ظل هذه الظروف الذاتية ( وضع الثورة المضادة، والثورة ) والموضوعية ( العربية والدولية ) بدأت الحملة بعد ساعة فقط من توقيع الاتفاقية المشتركة بين حركة المقاومة والحكومة الأردنية وبإشراف اللجنة العربية الخماسية التي أوفدها مجلس الجامعة العربية. فقد كانت المقاومة فعلا تعمل جاهدة على إبعاد شبح الصراع والحرب الأهلية عن البلاد ما أمكن ذلك. ولكن العرش والاستعمار أكملا خطواتهما لفتح باب الحرب الأهلية، للوصول إلى جملة أغراض يمكن تلخيصها بكلمات سريعة.
         1 - إبادة حركة المقاومة ماديا وجسديا، وتجريدها من الجماهير والغابات البشرية الكثيفة التي مثلت وتمثل تاريخيا "المظلة الواقية " للثورة، وقواعد الالتجاء والإمداد لها.

         2 - إرعاب الجماهير الأردنية الفلسطينية تمهيدا لإعادة الدكتاتورية الطبقية السوداء والمرتبطة بالامبريالية ومخططاتها في منطقة الشرق الأوسط على البلاد والشعب، وتصفية القوى الوطنية وضرب حركة النهوض الوطني والثوري الجماهيري في البلاد.

         3 - محاولة تمزيق وحدة الشعب التاريخية بين أردني وفلسطيني تحت ادعاءات إقليمية مزيفة رغم أن المدفعية والدبابات العمياء لا تميز بين أبناء الشعب وأبناء المقاومة، كما أن عمليات القمع الوحشية تناولت ولا زالت كل ما هو وطني في البلاد.

         4 - تهيئة المناخ لفرض الحلول الاستسلامية على الشعب وتصفية القضية الفلسطينية، بل وأكثر من ذلك وأمام بربرية العرش وقواته، دفع شعب فلسطين بالقوة للقبول بأي حل يريحه من الحكم الملكي الرجعي الوحشي.

         هذه هي الأغراض المشتركة بين العرش والرجعية والامبريالية، ولكن للعرش أيضا أهدافه الخاصة فقد كان مطروحا على بساط البحث في الدوائر، الامبريالية " مصير العرش والملكية في الأردن كجزء من التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية ". ويكاد يكون هناك اتفاق في الأوساط الدولية عامة والامبريالية خاصة على تشكيل دويلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من التصفية الشاملة، ودفع شعب فلسطين للمشاركة في التسوية والإقرار بالأمر الواقع ( دولة إسرائيل والتنازل عن جزء من الأرض الفلسطينية لصالح إسرائيل). ولكن من الواضح لبعض الدوائر الامبريالية ( الأميركية تحديدا ) إن مثل هذه الدويلة لا تحل مشكلة شعب فلسطين، فهي عاجزة اقتصاديا وجغرافيا عن استيعاب عموم شعب فلسطين، ومن هنا فإن مصير شرق الأردن مطروح على البحث كجزء من هذه الدولة المقترحة، إذ إن صيرورة شرق الأردن، جزء من هذه الدولة يسمح بحل مشكلة " استيعاب عموم شعب فلسطين" حيث يوجد في شرق الأردن ( 900 ) ألف فلسطيني الأصل ويبقى بحدود نصف مليون تقريبا خارج هذه الدولة ( 140 ألف في سوريا، 300 ألف في لبنان وبضع عشرات الآلاف في البلاد العربية الأخرى ). ومن هنا فإن الدوائر الامبريالية الأميركية لديها الاستعداد الكافي للتضحية "بالملكية " في الأردن لصالح هذه الدولة، بينما تقف الامبريالية البريطانية في موقف آخر، فهي على استعداد للأخذ بالدولة الفلسطينية في حدود الضفة الغربية والقطاع، ولكنها مع بقاء "مملكة شرق الأردن" لاعتبارات تتعلق بمصالحها الاستعمارية الذاتية ( حماية البترول من منابعه حتى مصباته ).

         وبهذا وجد الملك حسين عرشه موضع بحث عند أسياده الامبرياليين وفي الوقت الذي استجاب فيه لمخططات الدوائر الامبريالية ( الأميركية والبريطانية ) في شن حملة " التطويق والإبادة الشاملة الخامسة "، عمل على تأكيد حكمه والإثبات لذات الدوائر الامبريالية أنه لن يقبل بسهولة أن يكون عرشه جزءا من صفقة تصفية القضية الفلسطينية وحركة المقاومة، مؤكدا استعداده في أكثر من تصريح علني لتقبل مشروع الدويلة الفلسطينية في

<4>