إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) تقرير الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول حوادث الأردن وأوضاع حركة المقاومة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 974- 991 "

الضفة الغربية والقطاع والمرتبطة باتحاد ما مع مملكته بالضفة الشرقية.

كيف سارت الحملة ومجابهة المقاومة ؟
         أعلن القصر حكومته العسكرية الفاشية صباح 16/ 9 بعد أن أقال حكومة الرفاعي عقب مرور ساعة واحدة على إذاعة الاتفاقية المشتركة بينها وبين اللجنة المركزية لحركة المقاومة. ومنذ اللحظات الأولى بات واضحا حجم المعركة. إنها شاملة لكل أنحاء البلاد. ومنذ اللحظات الأولى طالبت الحكومة الفاشية " الشعب بتسليم سلاحه ".

         على الاثر اجتمعت اللجنة المركزية واتخذت خطوات أساسية سياسية وعسكرية تجاه الحرب الوشيكة الوقوع:
         1 - إصدار بيان للجماهير يعلن العزم على النضال حتى إسقاط الحكم العسكري وقيام حكم وطني، ومطالبة الشعب بإعلان الإضراب العام المفتوح ( تمهيدا لتطويره إلى عصيان مدني حتى سقوط الحكم العسكري ).

         2 - وضع كافة القوى المقاتلة تحت تصرف قيادة واحدة ومطالبة اللجنة المركزية العسكرية بأخذ مهماتها في تنفيذ الخطة الدفاعية عن الثورة والشعب.

         3 - في حال وقوع الحرب الأهلية يتم تطوير الوضع بالشمال ( من البقعة - الرمثا ) لإعلانه منطقة محررة والإعلان عن حكم وطني لحماية الثورة والشعب، وعسكريا تعبئة جميع قوى الثورة لحماية الحالة الوطنية والاندفاع نحو عمان.

         4 - مطالبة جميع الأنظمة العربية أن تأخذ دورها في منع المجزرة وفي مساندة الثورة ضد حملة التطويق والإبادة الخامسة.

         ساد يوم 16 / 9 صمت كامل ( الهدوء الذي يسبق العاصفة ). ومع ساعات فجر 17، الأولى بدأت الحملة العسكرية الشاملة على عمان بالدبابات والقصف الأعمى على عموم المدينة وخاصة الأحياء الكادحة. وعلينا أن نلاحظ ما يلي:
         1 - فرقتان ولواء مدرع حاصرت عمان وخاضت المعارك.

         2 - كانت عموم القوات الملكية تخضع لوحدة قيادية سياسية وعسكرية وفي عموم البلاد.

         3 - حافظت القوات الملكية على تماسكها طيلة الصراع و الانحيازات للثورة كانت فردية.

         4 - زمام المبادرة كان بيد القوات الملكية، وفرضت على الثورة حرب المواقع في عمان والزرقاء، وهي أقرب للحرب النظامية منها للحروب الشعبية وحروب العصابات.

         5 - قذفت هيئة الأركان الملكية بمعظم قواتها في عمان خاصة، وتخطيطها كان قائما على إبادة الثورة في العاصمة، عندئذ يسهل التفرغ لتصفية الثورة في المناطق الأخرى. وكان تخطيطها قائما على إبادة قوى الثورة ماديا وجسديا بحد أدنى 4 ساعات وحد أقصى في عموم البلاد خلال ثلاثة أيام.

         وبالمقابل خاضت المقاومة معركة الدفاع عن الثورة والشعب بحرب المواقع في عمان والزرقاء، وحرب الغارات والكمائن ( شكل من حرب العصابات في عجلون والسلط ). وعلينا أن نسجل ما يلي:
         1 - خاضت المقاومة معركة الدفاع بعدة قيادات سياسية وعسكرية تقريبا كل مدينة لها قيادتها. ورغم وحدة الموقف السياسي الصادر عن اللجنة المركزية في عمان والنداءات للشمال ( أربد- الرمثا ) والوسط ( جرش- عجلون- السلط ) ضمن قرارات 16/9/1970 مما مكن السلطة الرجعية من التعامل مع كل مدينة وقيادتها على حدة بعيدا عن اللجنة المركزية في عمان.

         2 - كانت مدينة عمان هي مركز الثقل في كل الصراع، وباتت هيئة أركان حرب الثورة السياسية والعسكرية مشكلة بحكم الواقع من ثلاث منظمات عمليا ( فتح، الديمقراطية، الصاعقة ).

         3 - حافظت اللجنة المركزية في عمان ( التي ظلت مكونة عمليا من المنظمات الثلاث المذكورة خلال الأيام الستة الأولى من القتال لتنضم المنظمات الأخرى فيما بعد ) على سلامة الخط السياسي وصلابة القتال حتى لحظة وقف إطلاق النار.

         4 - جمود المقاومة بالشمال والوسط سياسيا ( عدم تطوير الخطوة الإدارية إلى خطوة سياسية وطنية كاملة ) وعسكريا بتجميد القوات داخل المدن ( جرش، أربد، الرمثا ) والديمقراطية ( أربد، عجلون ) والصاعقة ( أربد، عجلون، الرمثا ) رغم كل النداءات الصادرة من عمان. فبقيت القوات معطلة عن الفعالية ومجمدة داخل المدن، بل أكثر من ذلك لم تستفد من حملة المساندة السورية الواسعة التي حققت ربط كل مناطق الشمال والوسط معا وتطهير محاور الطرق ( خاصة محور مثلث الرمثا، محور النعيمة- مثلث أربد- جرش ) وتشتيت وتفتيت اللواء 40 وإلحاق الخسائر الفادحة به. وعندما أخذت المساندة السورية بالانسحاب بقيت قوات المقاومة جامدة حتى أنها لم تحم المحاور التي انسحبت منها المساندة السورية مما مكن فلول القوات الملكية ( اللواء 40) مع اللواء ( 99 ) القائم من الزرقاء من السيطرة من جديد على محاور الطرق وتقطيع أوصال الشمال والوسط عن بعضه البعض.

         ومن هنا نلاحظ أن طاقات المقاومة لم تستخدم كاملة

<5>