إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

الأردني والفلسطيني. والتلازم بين الشعبين ليس فقط في التاريخ والتجربة والثقافة والاقتصاد والاجتماع، بل أيضاً في المصير. انه تلازم ضرر، مثلما هو تلازم منفعة. ولئن وجدت إسرائيل في هذا التلازم سبيلاً تخطط لتوظيفه  لمنفعتها على حسابنا، فان العقل والمنطق ومسؤولياتنا تجاه  الوطن والآتي من الأجيال، تفرض علينا ان نستخدم هذا  التلازم لمنفعتنا ونحن نجابه المخططات الإسرائيلية  الواضحة التصور والمسار. ولا أعتقد إننا بحاجة إلى أكثر  من هذا التوضيح ليتبين اخوتنا العرب في كل مكان معنى  التلازم بين الأردن وفلسطين، فهو ليس تصوراً قمنا  باختراعه لننشئ محوراً أو نشق طريقاً للانفراد في العمل. انه واقع وحقيقة، يراه كل العالم ويضعه في حسابه، ويراه  العدو ويخطط على أساسه، وأملنا ان يتنبه الأخوة ويضعوه  في حسابهم أيضاً، وهم يتخذون مواقفهم أو يخططون  لتحركاتهم. ان العمل الأردني - الفلسطيني المشترك من منطلق التلازم، يعني التحريك الأولي من أجل التحرك  الجماعي. وأي تقدم يحرزه هو في التحليل النهائي تقدم  على صعيد العمل العربي المشترك، لأن مثل هذا التقدم،  لا يمكن ان يتحقق بدون تكامل العمل الأردني -  الفلسطيني مع الجهد العربي العام. فالشعب الفلسطيني في  الأرض المحتلة سيكون ضعيفاً بدون منظمة التحرير الفلسطينية، والشعب الفلسطيني والمنظمة التي تعكس  طموحاته وآماله ومصالحه سيكونان في وضع أضعف مما لو  كان الأردن معهما، والشعب الفلسطيني والمنظمة  والأردن سيكونون في وضع أضعف مما لو  كانت الأمة العربية معهم. هذه كانت رؤيتنا في كل  تحركاتنا، لأن معطياتها واضحة وضوح الشمس في رابعة  النهار، حيث ان الموقع الذي نحتله بالنسبة للقضية  الفلسطينية من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى، لا  يزودنا إلا بهذه الرؤية. فنحن في الأردن نقف في دائرتين  في آن معاً، دائرة المأساة الفلسطينية، ودائرة الالتزام  القومي. ومن هنا جاء موقفنا في المجابهة المباشرة مع  إسرائيل في صورتيها البارزتين: العسكرية والسياسية. ولعل أحد أوجه الصراع بيننا وبين إسرائيل انها تحاول  دفعنا خارج دائرة الالتزام القومي، لنكون بكليتنا في دائرة  المأساة، بينما نحن نقاوم ذلك بكل ما نملك من طاقة،  محاولين ان نطور دائرة الالتزام القومي وملئها بمضامين  عملية وفعالة، لأن الالتزام القومي ليس طريقاً في اتجاه  واحد، ولا هو حالة من السكون والسلبية. الالتزام  القومي ذو المضمون يعني الإعداد والتحرك. وإذا فهم من الالتزام القومي، حالة الجمود على المواقف المعلنة بقدرية

<10>