( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

فشرعنا قانون خدمة العلم الذي يطبق بدقة على كل من  يشمله من شبابنا، والذي وفر لنا نتيجة تطبيقه قوة  احتياطية لا يستهان بها، وبدأنا في إنشاء الجيش الشعبي  الذي سيتسع ليشمل كل أقاليم ومدن وقرى المملكة، هادفين من وراء ذلك الوصول إلى أقصى درجات تعبئة  قدراتنا الدفاعية، ليغدو الأردن وهو الهدف الأول  لمخططات التوسع الإسرائيلي، وطن الجيش الشعب،  والشعب الجيش.

          هذا ما قدمناه ونقدمه على صعيد الخط الأول، وهو  الخط الدفاعي، إنسجاماً مع قناعتنا ببناء القوة الذاتية لمنع  فصل الشعب الفلسطيني عن أرضه ولحماية الأردن، ومن  بعده المشرق العربي.

          وكل ما نتمناه على اخوتنا الذين أسهموا في الماضي في  توفير السلاح لجيشنا، أن يساهموا من جديد في توفير  احتياجاتنا من الأسلحة المتاحة عالمياً. ان اسهامهم هذا،  هو التعبير الصادق عن مبدأ تكامل الجهد والقدرات  العربية، مثلما هو وفاء الشعارات التي يطرحها الجميع  بشأن النزاع العربي - الإسرائيلي.

          ولعل المناسبة تسمح لي بأن أجري مقارنة سريعة بين  قيمة المساعدات العسكرية التي تلقتها إسرائيل على شكل  هبات وقروض من الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما   بين سنة 1979 وسنة 1985 وما تلقيناه من مساعدات  ونحن نواجه ما نواجه من أخطار مرئية وضغوط معروفة.

          لقد تلقى الأردن خلال السبع سنوات الأخيرة من  التزامات مؤتمر قمة بغداد لشراء الأسلحة ما قيمته ألفان  وخمسماية مليون دولار، بينما تلقت إسرائيل من الأسلحة  وخلال نفس الفترة ما يزيد قيمتها على أثني عشر ألف  مليون دولار، فضلاً عما توفره الصناعات الحربية  الإسرائيلية من قدرات عسكرية لإسرائيل.

          أما على صعيد الخط الثاني، الخط التعرضي الذي  يشمل التحركات السياسية على سائر المستويات، فقد  تحركنا وما زلنا نتحرك على ثلاثة محاور، هي: -
          1 - المحور الفلسطيني.
          2 - المحور العربي.
          3 - والمحور الدولي.

          المحور الفلسطيني:

          يشكل هذا المحور مركز سائر سياسات الأردن الخارجية

<13>