إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

والداخلية والعربية، كما أوضحت. وهذا أمر بديهي لا  يقبل الجدل أو المناقشة. فبالإضافة إلى التزامنا القومي والديني والأدبي تجاه القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني ووطنه. هناك مسئوليتنا تجاه أمننا الوطني. وخلال التسعة عشر عاماً الماضية، تحركنا على هذا المحور  عبر أربع محطات. وفي كل محطة كنا نعتمد مرتكزاً بحيث  أصبح لدينا الآن أربعة مرتكزات تشكل في مجموعها إطار  تحركنا السياسي نحو الهدف المعرف، وهو تحقيق  الانسحاب الإسرائيلي من الأرض المحتلة واستعادة الحقوق  الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني مقابل احلال السلام  الدائم والعادل والشامل في المنطقة. أما الركائز الأربعة،  فهي:

          1 - قرار مجلس الأمن 242 لعام 1967 الذي أكد  مبدأ الانسحاب الإسرائيلي مقابل السلام، وهو الآن  الركيزة الأساس التي تحظى بإجماع دولي من أجل تحقيق  تسوية سلمية عادلة. فهذا القرار يؤكد مبدأ التوازن في أي  تسوية، لأن التسوية حتى تكون دائمة، لا بد ان تقبلها  الأجيال، وحتى تقبلها الأجيال، لا بد ان تكون متوازنة.  والتاريخ، وبخاصة تاريخ أوروبا الحديث، غني بالأمثلة على التسويات غير المتوازنة، والتي أثبتت بأنها لم تكن أكثر من قنابل موقوتة، سرعان ما فجرت النزاع بين الدول والشعوب. وعنصر التوازن في قرار مجلس الأمن 242  يتمثل في الانسحاب مقابل السلام. لقد شارك الأردن في  صنع هذا القرار وأيده وتبناه منذ لحظة صدوره وتمسك به  وما زال.

          2 - قرار مجلس الأمن 338 لعام 1973، وهو القرار  الذي أكد على القرار 242 وأضاف إليه مبدأ جديداً هو  التفاوض بين الأطراف من أجل التسوية السلمية، ولكن  برعاية مناسبة. وهذه الرعاية المناسبة كما فهمناها  ونفهمها، هي مؤتمر دولي للسلام تحضره سائر أطراف  النزاع، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى  الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. ان  المجتمع الدولي هو الذي أكد مفهوم المؤتمر الدولي عن  الرعاية المناسبة، بسابقة مؤتمر جنيف لعام 1973. ولا  نظن ان ذلك كان من قبيل الصدفة، حيث ان ميزان  التفاوض بين الأطراف المتنازعة في وضع يتميز بالخلل  لصالح إسرائيل التي تحتل الأرض وتملك من الأسلحة  المتطورة الكثير الذي يمنحها ميزة التفوق على الأطراف  العربية المقابلة، وبالتالي القدرة على مواصلة احتلال الأرض وفرض رأيها، ورأيها المعلن يعكس تصورات

<14>