إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

242 لأنه يتعامل فقط مع الأرض الفلسطينية المحتلة دون  حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة.

          ومن منطلق إدراكنا العميق لأهداف إسرائيل التوسعية،  فقد كان من الطبيعي أن نعطي الأولوية لاستعادة الأرض  التي احتلتها إسرائيل بالحرب، ومن منطلق إخلاصنا  ووفائنا لهدف استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب  الفلسطيني، فقد حاولنا مع الشقيقة مصر أن نقنع المنظمة  بالفصل بين الهدفين في تحركنا السياسي على الساحة  الدولية، بحيث تعمل الدول العربية التي احتلت أراضيها  بالقوة، وصدر قرار مجلس الأمن بشأنها، على تأمين  انسحاب إسرائيل من تلك الأراضي، على أن تواصل  منظمة التحرير القيام بدورها في تمثيل الشعب الفلسطيني  المناضل من أجل حقوقه الوطنية المشروعة التي تتجاوز مجرد  انسحاب إسرائيل من الأرض المحتلة.

          ولكن منظمة التحرير رفضت هذا المنطق، مثلما رفضت  قرار 242، وجعلت من هذين الرفضين قاعدة موقفها  السياسي في الساحتين العربية والدولية وفي تعاملها مع  الأردن بشكل خاص انطلاقاً من الظنون التالية: -

          أولاً - احتمال نجاح الأردن في استعادة الضفة الغربية بسبب علاقاته الجيدة مع الغرب المؤثر على إسرائيل.

          ثانياً - ان للأردن أطماعاً إقليمية في الضفة الغربية.

          ثالثاً - وما دام احتمال استرجاع الأردن للضفة الغربية  قائماً، فمن يضمن تخلي الأردن عنها للمنظمة في حالة  استعادتها؟  

          ويلاحظ في هذا الموقف المنبثق عن هذه الظنون، أن  منظمة التحرير في تلك الفترة لم تكن واعية تماماً على  الحقيقة الأساس التي أكدناها وأثبتتها الأيام، حقيقة أن  إسرائيل تعطي الأولوية للأرض قبل أي شيء آخر، وانها  - أي المنظمة - تتعامل مع الأردن من منطلق الشك  والارتياب، وليس الثقة.

          وحتى نبدد هذه الشكوك من عقلية المنظمة، بادرنا في  آذار عام 1972 إلى طرح مشروع المملكة العربية المتحدة الذي يضع تصوراً لمستقبل العلاقة بين الأردن وفلسطين، ولكن دون جدوى، فقد رفضته المنظمة، مثلما رفضته  إسرائيل، ومثلما رفضه الرئيس - أنور السادات - الذي  قطع علاقات مصر الدبلوماسية مع الأردن تأكيداً لتعاطفه  مع موقف المنظمة. وكانت مصر في عهده قد غيرت من  السياسة التي سار عليها الأردن مع مصر في عهد سلفه

<17>