إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

الرئيس الراحل - جمال عبد الناصر - منذ حرب حزيران  1967.

          وبقي الأمر كذلك، أي رفض المنظمة لمعادلة الفصل  بين مسؤولية الدول العربية لاسترجاع الأرض وفق قرارات  مجلس الأمن. ومسؤوليتها في تمثيل نضال الشعب  الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، حتى مؤتمر  قمة الرباط عام 1974، حينما أجمعت الدول العربية على  رفض مبدأ الفصل بين المسؤوليتين بتبنيها لقرار اعتبار  منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب  الفلسطيني. وحينما لمسنا الإصرار على هذا التوجه، وافقنا  على القرار، بالرغم من الشرح المفصل الذي أوردناه في  حينه وأوضحنا فيه المضاعفات السلبية التي ستطرأ على  مجمل الجهد العربي المشترك نتيجة هذا القرار. وبغض  النظر عن الكيفية التي استقبل فيها هذا القرار في الوسطين  الفلسطيني والعربي في حينه، وبغض النظر عن إلتزامنا  وتمسكنا بهذا القرار، فإن نظرة مدققة متفحصة له تكشف  لنا ونحن نتحدث عن تطور القضية الفلسطينية، عن جملة  حقائق، هي: -

          أولاً - دمج مسألة استعادة الأرض المحتلة بالحقوق  الوطنية للشعب الفلسطيني وجعلها كلاً واحداً. وبمعنى  آخر: فإن قرار الرباط، جاء ليعكس إجماع الأمة العربية  على حل القضية الفلسطينية برمتها، وليس مجرد إنهاء آثار العدوان. ومن هنا جاء دور منظمة التحرير كي تقوم  بتمثيل الجانب الفلسطيني في حل النزاع العربي  الإسرائيلي. وقد أكد العرب ذلك بعد ثماني سنوات، حينما  أقروا ما يعرف اليوم بالمشروع العربي للسلام في مؤتمر قمة  فاس عام 1982.

          ثانياً - ان العرب الذين تحملوا مسؤولية القضية  الفلسطينية قراراً وعملاً عام 1947، قد بدلوا ذلك  الموقف عام 1974 بإعطائهم منظمة التحرير الفلسطينية  دوراً بارزاً في هذه المسؤولية.

          ثالثاً - أن دمج مسألة الحقوق بمسألة الانسحاب من  الأرض المحتلة وإشراك المنظمة بالشكل الذي وصفت، لم  يبسط المشكلة كما كان متصوراً، بل زادها تعقيداً، إذ ان  إسرائيل شرعت في إثارة مسألة المنظمة كمشكلة جديدة  إضافية من مشكلات القضية الفلسطينية المعقدة، وذلك  من حيث ميثاق المنظمة وسلوكها خارج الأرض المحتلة  ودرجة تمثيلها للشعب الفلسطيني. وكان من نتيجة ذلك  أن أخذ موضوع المنظمة دفاعاً عنها ودعماً لها يحل تدريجياً

<18>