إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

السباعية التي انبثقت عن مؤتمر قمة فاس التي قامت بزيارة  كل من باريس وموسكو وبكين ولندن عامي 1982 و1983. وفي تلك الزيارات ركزت في محادثاتي مع  الزعماء والمسؤولين الذين قابلتهم على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام. لقد رحبت دول العالم بمشروع السلام  العربي، لأنه أكد صدق التوجه العربي للسلام. ولم تجد  هذه الدول فيه أكثر من إطار عام يخلو من خطة عمل تنقله  من موقع الموقف إلى عملية متحركة نحو الهدف المنشود.  وبخاصة أن المشروع أعطي دوراً مميزاً لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكما بينت في خطابي أمام مؤتمر قمة الدار  البيضاء في 7 آب 1985، فإنه لا توجد هناك أي مشكلة  تتعلق بمشاركة الأردن وسوريا بعملية السلام. المشكلة هي  كيفية شق الطريق أمام منظمة التحرير الفلسطينية  للمشاركة مع الأطراف الأخرى في عملية السلام ممثلة  للشعب الفلسطيني، إذا كان لقرارات فاس أن تأخذ صفة  الخطة العملية.

          هذه هي المرتكزات الأربعة التي تشكل اليوم موقفنا من  مفهوم التسوية السلمية للقضية الفلسطينية: قرار مجلس  الأمن 242 وقرار مجلس الأمن 338، وقرار قمة الرباط  لعام 1974 ومشروع السلام العربي الذي أجمل بشكل أو  بآخر في مبادئه، المرتكزات الثلاثة التي سبقته، مع  إضافات تتعلق بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

          أيها الأخوة والأخوات،

          وكما تعلمون، فقد أجمع العرب على مشروع فاس  للسلام، في التاسع من أيلول 1982، أي بعد أيام من  خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، نتيجة الغزو  الإسرائيلي الهمجي للبنان، الذي استخدمت فيه إسرائيل  الكثير من أحدث الأسلحة الفتاكة المتوفرة في ترسانتها.  وقد فجر هذا الغزو ونتيجته، تعاطفاً عالمياً واضحاً مع  الشعبين اللبناني والفلسطيني، وازداد هذا التعاطف  وتعمق، بعد مذابح - صبرا وشاتيلا -، وصاحب هذا  التعاطف انبثاق صحوة دولية حول ضرورة حل المشكلة  الفلسطينية، ووضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني. وفي  المقابل، بدأت تظهر على السطح نغمة سياسية دولية  خجولة، متجاوبة مع الأهداف الخفية للحكومة الإسرائيلية  آنذاك، وكانت هذه النغمة تقول: ( منظمة ضعيفة،  منظمة قابلة للاستبعاد من أي عملية سياسية تتعلق  بالشعب الفلسطيني ). ووجدنا في هذه المقولة الحلقة قبل  النهائية في التخطيط الإسرائيلي للإطباق على ارادة الشعب

<20>