إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

يمكن انتم بينكم وبين بعض آثار هذه التساؤلات، إذا كانت الانحرافات حصلت في المخابرات، إذا كانت المخابرات هي المفروض إنها تقول لي على الانحرافات اللي تحصل في البلد ماكنش ناقص غير إني أعمل مخابرات على مخابرات وأعمل مخابرات على جهاز رقابة المخابرات وهكذا لا ننتهي.

          ولكن أنا بأقول إن اللي حصل برضه كان نتيجة الاتجاه نحو مراكز القوة والاتجاه نحو خلق مجموعة تستطيع إنها في المستقبل إنها تحكم ونسيت نفسها فانحرفت وموصلتش. قبل ما توصل للهدف اللي هو الحكم وجدت إن سهل الانحراف فانحرفت.

          أنا بأقول لكم بصراحة إن أنا كنت أرى بعض مظاهر هذه الانحرافات قبل 5 يونيه، ولكني لم أكن أتصور مداه. حاولت بكل ما أستطيع، نجحت أحياناً ولم أرى الحقيقة كلها في أحيان أخرى. وأنا فعلاً كنت أشفق على البلد من تكتلات القوى ومراكز القوى، وكان حديثي دائماً أمام انتخابات الرياسة وبعد كده وعندكم هنا ومرة جيت وقلت لكم هل نعمل حزب أو نعمل حزبين ووضعت لكم مجموعة من الأسئلة وكان حديثي عن الديمقراطية والمزيد من الديمقراطية، لأن ده كان السبيل الوحيد إن إحنا نغطي على الانحرافات. وأنا من تجربتي الماضية ناس بتخاف من إثارة أي شيء إما في مجلس الأمة وإما في الصحف، ولكن بعد كده ما بيهمناش إن الشخص ينحرف والناس تتهامس ما بيهمناش طالما الموضوع ما اتنشرش ما اتفتحش في مجلس الأمة أو ما اتنشرش في الجرايد خلاص. ولهذا أنا أيضاً مرة اتكلمت معاكم هنا على أساس إن إحنا في حاجة إلى مجتمع مفتوح، ولكن طبعاً بتوع المخابرات كانت وسائل الإخفاء كانت مباحة بالنسبة لدولة المخابرات اللي وجدت واللي تغلغلت واللي انحرفت. أنا بأعتبر إن هذه الدولة سقطت.

          المسألة في منتهى الأهمية، وأنا أعتبرها من أهم الجوانب السلبية التي تخلصنا منها في سبيل تطهير الحياة العامة في مصر- نقطة واحدة فيما وعدت به في يوليه لم ننفذها وأعتذر عن ذلك، وأرجو أن يقبل عذري- وهذه النقطة هي تشكيل اللجنة المركزية- الحقيقة الظروف اللي قابلتني بعد 23 يوليه كانت تخليني أترك جانباً هذا الموضوع بالنسبة للظروف اللي حصلت في الجيش- الانقسام اللي كان ممكن يتعرض له الجيش- المآسي اللي إحنا كان ممكن يبقى فيها البلد خلتنا إن إحنا نسيب التفكير كلية في اللجنة المركزية ونفكر في الإنقاذ. طبعاً في هذا الوقت قلنا إن إحنا حانأخذها بالتعيين أو بمؤتمر قومي، وفضلنا مؤتمر قومي- وقلنا إذا قلنا بالتعيين معنى هذا إن إحنا حنعين لجنة مجموعة من الشلل، وكان المفروض أنها تكون بالانتخاب والانتخاب من مؤتمر قومي، ووسعت القاعدة وأضيفت إليها 2000 من العناصر الجديدة في المكاتب التنفيذية للاتحاد الاشتراكي. دي النقطة نتكلم عنها أيضاً لسه بالنسبة للمستقبل، ولا زلت أعتقد أن تنشيط العمل السياسي في الاتحاد الاشتراكي وعمل مؤتمر قومي ثم مؤتمرات قومية في المحافظات ثم عمل مؤتمر قومي ثم الوصول إلى لجنة مركزية مع توسيع القيادات. أنا اتكلمت في 23 يوليه وقلت قيادات جديدة- أرجو- بقه ليه بعض الجوابات وبيقولوا لي ليه لما تيجي تعين وزراء ما بتأخذش قيادات جديدة،

<15>