إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

أقل من نصفها هو الذي جرى استزراعه، وهذا موضوع يستحق أكبر الاهتمام باعتبار أن حله فضلاً عن قيمته الاقتصادية يمكن أن يجيب على أسئلة كثيرة متعلقة بالتطوير العلمي للزراعة.

          ويتصل بذلك في مجال الصناعة ضرورة تدعيم طاقة المصانع العاملة بالفعل، واستكمال إنشاء المصانع التي قاربت الإتمام وتشغيلها إلى أقصى طاقاتها، وترتيب أولويات للإنجاز على هذا الأساس يمكن أن يحقق دفعة واسعة في مقدرة الإنتاج دون أعباء إضافية كبيرة تتحملها عملية التدعيم الضرورية لنجاح عملية التقدم في تنفيذ خطة ثانية بعد الخطة الأولى تنبني عليها وتتسع بعدها.

          وفي هذا الصدد فقد كان رأيي تقييد الاستدانة الخارجية إلى أبعد حد، ولذلك طلبت أن لا يجرى الارتباط على أية مشروعات جديدة تضيف إلى مديونيتنا في هذه المرحلة بغير إذن رئيس الوزراء.

ثانياً: أنه يتحتم علينا أن نبدأ مسيرتنا بخطى ثابتة نحو هدف الاعتماد على النفس. وليس معنى الاعتماد على النفس أن نعزل أنفسنا عن العالم أو نقطع وسائل التعاون بيننا وبينه.

          وإنما هدف الاعتماد على النفس يتحقق بتوفير وسائل الإنتاج، ثم ببناء الصناعات الثقيلة، وبهذا نضمن أن تستمد عملية الانطلاق من داخلها حوافز اندفاعها.

          وفي نفس الوقت فإن هدف الاعتماد على النفس ليس ضرورياً فقط لحماية الأمل الوطني ولكنه ضروري أيضاً لحماية الأمن الوطني.

          وأن يطلب الشعب، وأن يطلب الكثير فهذا حقه وتلك طبيعة الأمور.

          وأن يحلم الشعب وأن يحلم بالكثير، فهذا إنساني وهو مشروع، فإن الحلم بداية الأمل، وبغير الأمل فإن الحياة تفقد أكبر مصادر الضوء فيها.

          ثم نحن نعرف شعبنا بعد ذلك وقبله، يطلب ويحلم، ولكنه على استعداد لأن يتحمل ويشارك في المسئولية والمهم أن نشرح له دائماً وإن نستكشف الطريق أمامه وأن تكون مراحل هذا الطريق مهما كانت طويلة واضحة أمام بصره وبصيرته.

          وبعد ذلك كله فنحن نتعرض لضغوط شديدة، وبالذات ضغوطاً اقتصادية ويجب أن نكون قادرين على مواجهتها، ليس فقط بمجرد الصمود أمامها وإنما بتجاوزها - أيضاً - وتأكيد حريتنا المطلقة في العمل من أجل تحقيق أهدافنا.

<8>