( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          هذه الأهداف الثلاثة كانت لها أولوية طبيعية لاتصالها المباشر بمعركة المصير التي يواجهها شعبنا وتواجهها أمتنا العربية كلها..

          أما عملية إعادة البناء العسكري.. فلقد حدثتكم عنها كما أنكم سوف تسمعون من أمرها المزيد.

          وأما عملية إعادة البناء السياسي فلعل اجتماع مجلسكم الموقر اليوم رمز من رموزها.

          فلقد سبقت قبله انتخابات بين قواعد الاتحاد الاشتراكي انتهت بالمؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي الذي اجتمع فيما بين 23 يوليه و21 سبتمبر من العام الماضي.. واتخذ على ضوء بيان 30 مارس وعلى هديه مقررات بالغة الأهمية في مجرى نضالنا الراهن..

          وانتخب المؤتمر القومي لجنته المركزية التي انتخبت رياستها الممثلة في اللجنة التنفيذية العليا، ثم حل الدور لكي يجئ بالانتخاب- هذا المجلس الذي يعقد جلسته الافتتاحية اليوم..

          إن هذا التحرك السياسي الواسع كله قد تم تحت ظروف المعركة.. ومن حسن الحظ أن وعي جماهيرنا من قوى الشعب قد جعل من هذا التحرك السياسي الواسع تحركاً في نفس الوقت نحو المعركة..

          إن هذا التحرك السياسي الواسع لم يكن على حساب المعركة.. إنما كان لحساب المعركة..

          ولربما كان من العلامات التي تشير إلى ذلك أننا الآن مع مجلس نيابي يتمنى كل عضو فيه- برغم كل ما بذل في الانتخابات- أن لا تطول إقامته على مقعده في هذه القاعة.

          إن كل عضو منكم يتمنى من قلبه لو أن مبرر وجود هذا المجلس ينتهي غداً. ذلك أن مدة هذا المجلس لا ترتبط بالنص الدستوري لعمل أي مجلس أمة سبقه.. وإنما هي ترتبط بإزالة آثار العدوان.. ومن ثم يوضع الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة ويجري الاستفتاء الشعبي عليه.. ثم تكون انتخابات جديدة على أساسه لمواجهة مرحلة من نضالنا.. رحبة واسعة الآفاق.. مشرقة بضياء الآمال المتجددة والمشعة..

أيها الأخوة المواطنون.. أعضاء مجلس الأمة

          لقد شهدت عملية إعادة التنظيم الاقتصادي.. وسوف تشهد جهوداً متصلة.. وتزداد قيمة هذه الجهود وكفاءتها عندما تتصور أنها كانت جميعاً محكومة بظروف المعركة..

          وفي مجال الصناعة مثلاً.. أعرض ما يلي:

<11>