إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          إن قضية اللاجئين.. ليست على هذا المستوى وحده.. ولن تكون كذلك.. فهي قضية شعب وقضية وطن..

          وفي صدد الحديث عن منظمات المقاومة.. فلابد من الإشارة بصفة خاصة إلى النجاح البارز الذي تحققه حركة فتح في مجال التوجه إلى الرأي العام العالمي.. وفي الوقت الذي حاولت فيه الصهيونية أن تصور عمل المقاومة على أنه مجرد أعمال تخريب.. فإن الجهد السياسي لفتح ينجح في صورتها الصحيحة أمام الرأي العام العالمي، وصورتها الصحيحة أنها حركة تحرير وطني.

          ولقد كان مما أعطى لنضال منظمات المقاومة جميعها بعدها الصحيح.. تلك المواقف الخالدة التي سجلتها جماهير الشعب الفلسطيني الصابرة الصامدة.. الشجاعة المؤمنة في الضفة الغربية وفي القدس.. وفي غزة.. حيث يقاوم الإنسان الفلسطيني ببسالة نادرة.. ويرفض الاحتلال.. ويؤكد كيانه الذاتي وشخصيته المستقلة..

أيها الأخوة المواطنون.. أعضاء مجلس الأمة

          إن عملنا السياسي في المجال الدولي قد اضطلع بمسئوليات جسام.. ولقد قبلنا قرار مجلس الأمن سنة 1967 برغم أسباب القصور فيه عن اعتقاد بأنه إذا كانت هناك وسيلة سياسية لإزالة آثار العدوان، فإن هذه الوسيلة يجب أن تأخذ حقها كاملاً..

          ولقد كررت- وأكرر- أننا لسنا دعاة حرب.. وإنما نحن دعاة سلام..

          ونحن لم نغتصب أرضاً لأحد.. ولكن أرضنا هي التي تعرضت للاغتصاب.. ونحن لم نبدأ بالعدوان ضد أحد.. ولكن العدوان- في كل مرة تحرك فيها العدوان كان متجهاً إلينا..

          وفضلاً عن إيماننا الذاتي بالسلام القائم على العدل.. فلقد كنا- ولا نزال- حريصين على أن يرى العالم صورة الحقيقة كاملة لا تحجبها عنه الدعايات المغرضة ولا فنون التأثير النفسي المتعددة الظلال.

          ولقد حددنا موقفنا في نقطتين اثنتين: أننا لا نسلم في أرض عربية.. ثم أننا لن نجلس مهما كان مع عدو يحتل أرضنا..

          ولقد أصبح موقفنا واضحاً أمام العالم.. يشير إليه سجل تعاوننا المخلص مع السفير جونار يارنج مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة.. المكلف بتنفيذ قرار مجلس الأمن..

<8>