إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

نسير في الطريق السليم. التضحيات اللي حصلت في 67 حصلت تضحيات من القوات المسلحة، وحصل نقل في القوات المسلحة، وضحت القوات المسلحة. ولكن بعد 67 بعد 8 يونيه 67 لم تقف التضحيات ولكن استمرت. التضحيات من شعب مصر، تضحيات تحملتها منطقة القنال وتحملها شعب منطقة القنال. وكلنا نعرف أن السويس كان عدد سكانها 260 ألف، والعدو موجود على بعد حوالي 300 متر من بور توفيق والسويس. وطبعاً العدو هو عدو لئيم وعدو خبيث. فبعد إيقاف القتال كان باستمرار يضرب على السويس ويضرب على الإسماعيلية.

          طبعاً أي ضرب على السويس كان في هذه المراحل كان المراحل الأولى بعد النكسة، كان يحدث فيه خسائر كبيرة في المدينتين، كانت خسائر من الرجال والنساء والأطفال. وكان العدو طبعاً بيعتبر إنه بهذا بيحطمنا تحت ضغط نفسي شديد، وإن إحنا أما بيبلغونا مثلاً بالليل إن فيه عدد كبير من القتلى وعدد كبير من الجرحى نتيجة ضرب السويس في الوقت اللي إحنا مش قادرين نقوم بعمل رادع للعدو وكنا في هذا الوقت لا نستطيع أن نقوم بعمل رادع للعدو يعني نرد على العدو وكانت ظروفنا تحتم علينا إن إحنا ما نردش.

          وفي وقت من الأوقات الحقيقية كانت قواتنا المسلحة طالبتني فعلاً بالرد زي ما ضرب المدنيين عندنا نضرب المدنيين عنده، وده كان من أكثر من سنة، ولكن لم أوافق على هذا المطلب على أساس إن إحنا نحتاج إلى وقت حتى نستطيع أن نردعه إذا ضرب المدنيين عندنا، نستطيع إن إحنا نضرب المدنيين عنده.

          ولهذا لم يكن أمامنا من سبيل إلا تهجير أهالي السويس وتهجير أهالي الإسماعيلية. واستطعنا إن إحنا نهجر الأغلبية الكبرى من أهالي السويس وأهالي الإسماعيلية، وبهذا حرمنا العدو من هدفه. هدفه إنه يضربنا باستمرار في السويس والإسماعيلية ويوقع بنا خسائر بين المدنيين، وهذه الخسائر تؤلمنا وتؤثر على روحنا المعنوية.

          طبعاً منذ تم التهجير لم يتمكن العدو من إنه يوقع بنا خسائر كبيرة كما كان يوقع بنا في السويس والإسماعيلية، ولكن الخسائر كانت قليلة جداً. وعلى هذا الأساس كان العدو في كل معركة يوجه نيرانه إلى معامل تكرير البترول. وفي كل مرة يفتخر ويزهو بعجرفة أنه أشعل النار في البترول، وطبعاً إحنا باعتبار أن معامل تكرير البترول دي على بعد 200 أو 250 متراً من الضفة الشرقية للقنال، إحنا اعتبرناها من أول يوم وأنا اعتبرتها من أول يوم كحاجة ضايعة ولم نضعها في حسابنا. وفعلاً طبعاً كانت هذه النيران التي تشتعل في البترول تحتاج إلى مقاومة. وفي هذا بذل رجال المطافي الحقيقة جهود جبارة وجهود كبيرة مرات متعددة في التغلب على النيران.

          بعد التهجير الآن وجه العدو في كل مرة نيرانه إلى المدن إلى السويس وإلى الإسماعيلية لتخريب المنازل والمرافق، وطبعاً لإصابة أكبر عدد ممكن من المدنيين. طبعاً هذه هي الحرب، وسيأتي اليوم اللي حانرد فيه على ضرب المدنيين بضرب المدنيين، وهذه هي الحرب.

<10>