( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

         أساليب العدو نتكلم عليها واتكلمنا عليها ولابد أن نكون على بينة بها.. العدو.. أكرر مرة أخرى هدفه أن ييئسنا.. وأنا بأقول رداً على هذا إن إحنا لن نيأس، بل كل يوم بنشعر بثقة أكبر في أن الله سيمكننا من أن نحقق إرادتنا..

         العدو بيشككنا في كل شئ.. طبعاً العدو بيخفي خسائره.. ده وضع واضح.. ده هوه شاطر جداً يمكن أقول في هذا إن هوه أشطر مننا.

         إحنا بنقول إيه.. حصلت معركة وحصل تراشق ومش فاهم إيه واستمر كذا وضربنا ودمرنا ونسكت.. وبعدين هوه يقول إن حصل ضرب بالنيران يمكن 12 ساعة وانجرح عنده عسكري واحد أو اتقتل عسكري وانجرح واحد ثاني..

         فيه نباهة يمكن شوية في هذا الموضوع.. ناس يقولوا آه هوه قال إنه عنده واحد انجرح.

         طبعاً المعركة النهاردة في هذه المرحلة حتى يوم المعركة الفاصلة هي معركة نفسية ومعركة سياسية.. كل واحد هوه عايز ييئسنا.. وإحنا عايزين الثقة اللي جت له يوم 5 يونيه و 6 و 7 و 8 يونيه سنة 1967 تتهز وإحنا نجحنا.

         يوم 8 يونيه ويوم 9 يونيه كانوا بيرقصوا في الميادين سنة 1967.

         في سنة 1968 بعد سنة عملوا احتفال.. عام 1969 كانوا حزانى لا عملوا احتفالا ولا رقصوا.. إيه.. ليه؟ الكلام اللي كانوا فهموا انهم كسبوا الحرب.. كسبوا المعركة.. هزموا العرب.. هزموا مصر.. قضوا على الجيش المصري.. القوة العسكرية اللي الكلام اللي سمعناه سنة 1967 كانوا بيرقصوا.

         يوم إحنا ما كنا بنعيط.. الناس هنا في الميادين يوم 9 و10 كانوا في تل أبيب بيرقصوا.. النهاردة الحمد لله الدنيا اتغيرت.. الصورة اتغيرت.. حرب الستة أيام مخلصتش، لسه يمكن تبقه حرب السنتين وحرب الثلاث سنين وحرب الأربع سنين.

         وإحنا أخذنا دروس يمكن العشرين سنة اللي فاتت هما كانوا أشطر مننا ونعترف.. كانوا بيرتبوا على انهم يضربونا وبيعبأوا كل شئ للمعركة، يمكن إحنا ما كناش.

مانقدرش نقول الأمة العربية النهاردة كلها بتعبئ كل شئ للمعركة، أبداً.. همه بيقولوا في كل مكان إن فيه مائة مليون عربي وهمه 2.5 مليون يهودي واقفين قدامهم..

         بأقول بأرجع أقول إن أهم شئ النهاردة هيه الحرب النفسية.. الحرب السياسية.. حيحاول بكل الوسائل إنه ييئسنا في حملاته المركزة.. يشككنا في بلاغاتنا- عايزنا- ندي له معلومات عن كل حاجة.. حتى ندي له

<17>