إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

         إن الرد على ذلك- أيها الأخوة- مرئي أمام عيوننا نستطيع أن نلحظه بالنظر ونستطيع أن نلحظه بالفكر.

         في مثل هذا اليوم- من سنتين- سنة 67 في 23 يوليه كنا لا نكاد نملك أنفسنا من جراء ما حدث في يونيه 1967 ومن عواقبه.

         كانت خطوطنا مكشوفة أمام العدو. وقلت لكم أنا قبل كده ماكنش لينا قوات في هذه المناطق.

         وقلت لكم قبل كده كانت أهدافنا الحيوية تحت رحمة قوات العدو الجوية.

         كانت قواتنا المسلحة خرجت من النكسة ولحقت بها هزيمة كبيرة مكانتش فيه مقاومة فلسطينية مكانتش المقاومة الفلسطينية في هذا الوقت أَسْمَعَتْ صوتها للعالم، كان فيه مقاومة ولكن صوتها مكنش طلع للعالم.

         لم يكن أيضاً العمل العربي الموحد قد بدأ مهمة مواجهة متطلبات المرحلة التي تمر بها أمتنا لتغيير الأمر الواقع.

أيها الأخوة

         في هذه الأيام في سنة 67 أنا قلت هنا في سنة 67 في 23 يوليه قلت إن إحنا سنقاتل، الشعب كله سيقاتل، وإن إحنا حانحارب بأيدينا ونحارب بأسناننا، وإذا دعا الأمر حانحارب بالنبابيت. فيه ناس ضحكت لما أنا قلت هذا الكلام، لكن كنت متأكد في هذا الوقت اللي كنا فقدنا فيه أسلحتنا. قواتنا المسلحة خرجت من معركة فقدت فيها الدبابات والطيارات. إن الشعب لن يستسلم كنت بأقول كده وأنا أعلم طبيعة هذا الشعب وطبيعة الأمة العربية وطبيعة الشعب العربي.

         كنت بأقول هذا الكلام وكان فيه أمثلة أدامنا كلنا نعرفها وتعرفوها في العالم. شعوب فقدت كل شئ، ولكنها لم تستسلم للهزيمة واستطاعت أن تنتصر.

         في هذا اليوم- أيها الأخوة- لم تكن لدينا إلا الإرادة الشعبية لجماهيرنا. ولكنها برغم كل ما فيها من القيمة المعنوية كانت إرادة معرضة كانت نبيلة ولكنها مكشوفة، كانت عظيمة ولكنها عارية من قدرة الردع.

         في هذا المكان- أيها الأخوة- قبل عامين أيضاً أذكر وقفت أتحدث في هذه القاعة في مؤتمر الاتحاد الاشتراكي، وكان محور الحديث أيضاً في تلك الظروف الغريبة الحافلة بالظلام والنور معاً، كان النور في قلوب هذا الشعب الذي صمم على أن لا يستسلم، ولكن كل الواحد ما كان بيبص يمينه أو شماله مكنش يجد إلا الظلام. كان محور حديثنا هو البحث عن طريق استمرار النضال.

<8>