إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

         في هذا المكان- أيها الأخوة- وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي سنة 68 وكان مؤتمركم المنتخب يعقد دورة الافتتاح لمهمته ومسئوليته الكبرى، كنا في وضع أحسن، كنا نتكلم ونحن نشير بتغطية بقوة قوة مادية، كان حديثنا هنا يحمل نبرة الطمأنينة، ولكن هذه الطمأنينة كانت مقتصرة في هذا الوقت على بناء قوتنا الدفاعية.

         وكان الصمود لعام كامل سنة 67 و68 لغاية 23 يوليه 68 بعد النكسة كان بالنسبة لينا شبه معجزة.

         كانت في ناس، وأن فيه ناس اتكلمت معايا في هذه الأيام وقالوا مفيش فايدة لن نصمد، وإذا صمدنا ووقفنا لن نصمد اقتصادياً، سننهار اقتصادياً. وأنا كنت على ثقة أن هذا الشعب الذي ناضل طوال هذه السنين، آلاف السنين سيستطيع أن يتحمل مسئولياته اقتصادياً.

         وقالوا أيضاً لن نصمد سياسياً، وكنت على ثقة أنه قد تكون هناك فئة قليلة تخرج عن إجماع هذا الشعب، فئة تدعو إلى الهزيمة، فئة تدعو إلى اليأس، لكن جموع هذا الشعب لن تقبل هذا.

         ومن الناحية العسكرية، كنت على ثقة أن قواتنا المسلحة بعد المرارة التي ألمت بها في يونيه سنة 67 ستعود إليها الروح مرة أخرى لأنها من روح هذا الشعب، ومن روح هذا الوطن، ومن روح هذه الأمة.

         كانت الطمأنينة بعد عام.. كانت مقصورة على بناء قواتنا الدفاعية وكان الصمود، وأنا أتكلم إليكم في العام الماضي في مؤتمركم الأول، لمدة عام بالنسبة لنا شبه معجزة لأننا كنا نعلم جميعا أن أمريكا، الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد إسرائيل التأييد الكامل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.. أمريكا تساند إسرائيل، أمريكا تعطي إسرائيل المال، وتعطي إسرائيل السلاح.

أيها الأخوة

         في العام الماضي كان العمل العربي الموحد قد عبر عن نفسه بقرارات الخرطوم، وكانت المقاومة الفلسطينية تحاول، وكانت محاولاتها في ذلك الوقت مجرد إسماع العالم كله صوت الشعب الفلسطيني في وقت ظن فيه العدو أنه قضى على أي أثر لوجود الشعب الفلسطيني. وكان هذا واضح لنا في اجتماعنا في 23 يوليه من العام الماضي. وكان الأمل ونحن نجتمع في هذا المؤتمر يظهر على وجوهكم ويظهر أيضاً في قراراتكم، الأمل في المستقبل.

         الأمل في تعزيز الصمود.. إلى مراحل أقوى. وهانحن أيها الأخوة نجتمع مرة أخرى في هذه الدورة الثالثة العادية لمؤتمركم القومي الذي يتفق يوم انعقاده مع العيد السابع عشر لثورة 23 يوليه سنة 1952، فما الذي نجده أمامنا؟

<9>