إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أيها الأخوة

          إن الحل بسيط، الوحدة الوطنية، الوحدة الوطنية والتنازل عن الأنانية. بهذا أيها الأخوة استطعنا أن نواجه كل المؤامرات في مصر من سنة 1952 حتى سنة 1970. حاول الاستعمار ضدنا كل ما في قدرته. الهجوم والحرب، كنا في حرب دائمة، وكان هناك 11 محطة سرية، والأموال ملايين الجنيهات تدفع ولكن الوحدة الوطنية استطاعت أن تحمينا من كل هذا ، لم تكن هناك مصالح. مصالحها الأنانية، كان هناك شعب مناضل مكافح.

          وأنتم أيها الأخوة في السودان طبائعكم هي طبائع اخوتكم في مصر شعب مسالم طيب مكافح. بوحدتكم الوطنية وراء هذه الثورة يمكن لكم أن تفعلوا المستحيل. لقد كنت أتذكر والأخ النميري يتكلم اليوم ويقول إن الميزانية 170 مليون جنيه. وفي سنة 1952 كانت الميزانية في مصر 190 مليون جنيه. النهاردة الميزانية 2700 مليون جنيه، ولكن بالوحدة الوطنية استطعنا أن نعمل واستطعنا أن نبني واستطعنا أن نشيد، واستطعنا أن نقول. واليوم أستطيع أن أقول لكم أن دخلنا من الصناعة اليوم ضعف دخلنا من الزراعة. وفي أول يوم الثورة كان دخلنا من الصناعة نصف دخلنا من الزراعة. هذا ما استطعنا أن نفعله. وبوحدتكم الوطنية أيها الأخوة وتماسككم وتضافركم والالتفاف حول ثورتكم. لقد رأيت الأخ النميري ورأيت اخوته أعضاء مجلس قيادة الثورة، ورأيت الأخوة هنا في السودان حينما أتوا إلى مصر وتكلمت معهم ليس لهم من هدف في هذه الدنيا إلا مصلحة هذا الشعب وأن يعملوا على أن يعوضوا هذا الشعب الأيام التي ضاعت هباء. يتكلمون في التصنيع ويتكلمون في التمويل ويسألون ماذا أعمل، كنت أراهم، فهم يريدون أن يعملوا هنا في السودان بسرعة أكثر مما عملنا في مصر. وأنا أتمنى أن يتمكنوا من أن يعملوا هنا في السودان بسرعة أكثر مما عملنا في مصر. والحل الوحيد هو الوحدة الوطنية، الوحدة الوطنية. وأنا واثق أن شعب السودان الذي استطاع بوحدته الوطنية أن يقضي على الاستعمار ومؤامراته طوال هذه السنين سيستطيع أن يثبت هذه الوحدة. أما المؤامرات  فلن تنتهي.

          واليوم بعد 18 سنة من الثورة أقول للأخ نميري، لا زالت هناك مؤامرات في مصر. وإن الكلام لا ينتهي، واليوم برضه بعد 18 سنة من الثورة لازال هناك من يتكلمون في المقاهي في مصر، لن نستطيع أن نمنعهم من الكلام، فلنتركهم، نتركهم للكلام ونذهب نحن للعمل من أجل بناء بلدنا، من أجل بناء وطننا.

أيها الأخوة

          لقد كانت ثورتكم هنا في السودان دعماً عظيماً للنضال العربي، للأمة العربية. وأملاً كبيراً لكل فرد من أبناء الأمة المناضلة العربية للمستقبل. لقد كان هذا معناه إن الاستعمار أراد أن يدمرنا فخرجتم أنتم هنا في الخرطوم ودمرتوه، وحررتم الأرض، وأعلنتم أن هنا في الخرطوم، الخرطوم الثائرة، الجماهير الثائرة،

<10>