إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

الجماهير المصممة على القتال وعلى النضال. لم يثبت الاستعمار، ولكن ثبتت الجماهير المؤمنة، المؤمنة بالله والمؤمنة بإرادة الله.

أيها الأخوة

          لقد أراد الله أن يمد الأمة العربية بمدد جديد يؤكد إيمانها بعد أن أكرم الأمة العربية بثورة السودان، فكان أول سبتمبر أو الفاتح من سبتمبر، حينما ظهرت الأنباء تعلن عن الثورة، الثورة في ليبيا. وكانت الصحف الأجنبية تقول قبل هذا إن الشعب الليبي قد تنكر لوطنيته، إن الشعب الليبي قد تنكر لقوميته، إن الشعب الليبي قد تنكر لعروبته، إن الشعب الليبي بعد أن اكتشف البترول يريد أن يبعد عن الأمة العربية حتى يشعر بالغنى. وكنا نشعر أن هذه ليست أبداً خلق الأمة العربية. وكنا نتساءل بين أنفسنا هل يمكن أن يحدث هذا؟ وجاءت الأيام وذهبنا إلى طرابلس وذهبنا إلى بنغازي، وكان معي الأخ نميري في طرابلس ورأينا ما رأيناه. وقد سمعتموه أنتم هنا لقد أذاعته محطة أم درمان. وإن القومية العربية تتمثل في الجماهير الثائرة في ليبيا. رأينا ما رأينها اليوم هنا في الخرطوم، الهتافات التي رأيناها والتي سمعناها هنا هي الهتافات التي سمعناها هناك. النداءات التي نادوا بها هنا، هي النداءات التي نادوا بها هناك. رأينا أن القومية العربية هي القومية العربية في كل مكان، وأن النضال العربي هو النضال العربي لكل فرد عربي، رأينا أن ما كتبته صحافة الاستعمار وأرادت به أن تبث اليأس في نفوسنا كذب وضلال، وأن الشعب العربي في ليبيا شعب نقي، شعب طاهر، شعب عربي. ورأينا في ليبيا أيضاً شعب الثوار الذي ينادي بالتحرير والذي ينادي بالجيش الواحد والشعب الواحد. رأينا كل هذا فامتلأت قلوبنا بالأمل، وزاد تصميمنا، وزاد عزمنا. ورأينا ثورة ليبيا التي كانوا يقولون إنها لن تبعث أبداً، رأينا ليبيا وقد بعثت.

أيها الأخوة

          ورأينا هناك، رأينا فتى عربياً من أبناء هذه الأمة خرج ليرفع رايات العروبة ورايات القومية العربية. رأينا معمر القذافي ورفاق معمر القذافي. رأيناهم هناك وكلهم، كلهم حياء، وكلهم أمل، وكلهم يريدون العمل من أجل أمتهم ومن أجل بلدهم ومن أجل وطنهم. وحينما رأينا معمر القذافي ينادي ويرفع رايات الأمة العربية والقومية العربية ويقول إننا ندخل المعركة مع الداخلين، وإننا سنعمل على تحرير فلسطين. حينما رأيناه كنا نتساءل، هل شعب ليبيا فعلاً يرفع هذه الشعارات؟ ورأينا شعب ليبيا البطل وكان يرفع هذه الشعارات، شعارات التضحية، شعارات إنكار الذات، شعارات التصميم، شعارات العمل من أجل القومية العربية، شعارات العمل من أجل العروبة. فكذبت صحافة الاستعمار وعاش شعب ليبيا البطل المناضل الثائر الذي خرج في ثورته في أول سبتمبر.

<11>