إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أيها الأخوة

         إن الوحدة العربية هي أعلى درجات الاستقلال العربي، لأنها ضمان القوة العربية الشاملة.

أيها الأخوة

         في هذه الجولة رأيت جماهير طرابلس ورأيت جماهير بنغازي، وشعرت أن جماهير بنغازي هي جماهير طرابلس، وإن جماهير طرابلس هي جماهير الخرطوم. الصورة واحدة والشعارات واحدة والهتافات واحدة، الإحساس واحد- أيها الأخوة- لأنني رأيت فعلاً في كل مكان الجماهير الحرة، الجماهير الثائرة.

أيها الأخوة

         إن الشعب المصري لم يخطئ في يوم من الأيام في فهم الحقيقة العربية الخالدة، رغم محاولات التشكيك. إن الشعب العربي بعد الهزيمة كان يؤمن بأنه لن يكون وحده في الميدان، ولكنه كان يؤمن أن الأمة العربية هي أمة كريمة، أمة متحدة، وأن فعلاً الشعب العربي شعب عربي واحد، كان يؤمن بهذا. ولهذا كنا نشعر في مصر إننا لن نكون وحدنا في المعركة، ولكن كنا نشعر أن الأمة العربية ستعبئ جهودها والجماهير العربية ستعبئ جهودها وسنناضل وسنكافح من أجل إزالة القيود التي تمنعها من الاشتراك في معركة التحرير وفي معركة الصمود. كنا نشعر بهذا رغم محاولات التشكيك ورغم كل شئ. ظل الشعب العربي في مصر مؤمناً بقوميته وممسكاً بسلاحه مدافعاً مقاتلاً، ليس عن وطنه فحسب ولكن عن وطن الأمة العربية كلها.

أيها الأخوة

         إن جد الشعب المصري وعمل الشعب المصري في هذه الأشهر، منذ أن أتيت إليكم في أغسطس عام 1968 حتى الآن، كلها مركزة في تدعيم قواه وحشدها، حتى نحشد قواتنا على القنال انتظاراً لليوم الموعود، نحشد قواتنا على القنال انتظاراً لليوم الموعود يوم التحرير. إننا نبني بلدنا وفي نفس الوقت نعمل على أن نقاتل.

أيها الأخوة

         إننا في مصر كل فرد من أباء مصر، كل فرد من اخوتكم في مصر يعرف مسئوليته وأن العدو أراد منذ أول يوم أن يقضي علينا بأن يغزونا من الداخل، يهدد جبهتنا الداخلية، جبهتنا الداخلية اليوم أقوى مما كانت سنة 1967، الوحدة الوطنية ساعدتنا على أن نحمي جبهتنا الداخلية ونحمي ظهور أبنائنا في جبهة القتال.

<13>