إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أيها الأخوة

         نحن نعلم أن المعركة تحتاج إلى جهدنا كله إلى كل ما نستطيع حشده إلى القوة المادية والمعنوية. أمامنا عدد كبير، وأنتم هنا في السودان أعطيتمونا القوى المادية حينما أتيت إليكم بعد الهزيمة في أغسطس 1967 وأعطيتمونا القوة المادية، حينما أرسلتم وحدة من جيشكم الباسل لتقاتل معنا. وحينما قال الأخ النميري اليوم إن القوات السودانية ستشترك مع القوات المصرية في القتال، إننا نعلم هذا وإننا نثق في هذا.

أيها الأخوة

         إن أمامنا عدو كبير كما قلت لكم ليس إسرائيل فقط، ولكن هو الاستعمار العالمي الذي يستخدم إسرائيل  رأس جسر له وحامية مسلحة متوغلة في قلب الأمة العربية، وأول من يساعد إسرائيل ويمدها بالأسلحة التي تمكن قادتها من أن يقولوا انهم لن يدمروا القوات المسلحة العربية فقط، ولكنهم سيدمرون الشعوب العربية الصامدة. وهي الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها لا تعطي إسرائيل فقط السلاح، لا تعطيها طائرات الـ سكاي هوك ولا دبابات باتون ولا طائرات الفانتوم فقط، ولكنها تعطيها أيضاً الأمريكيين الذين يجندون في الجيش الأمريكي وفي الطيران وفي الصيانة، وتعطيها التدريب، ثم تعطيها التبرعات والإعانات.

أيها الأخوة

         إننا نقاتل كل ذلك، إننا نقاتل إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ولكننا لا نقف في المعركة بغير أصدقاء. إن الاتحاد السوفيتي له دور كبير معنا في معركتنا. لقد كانت أمريكا منذ أول يوم بعد العدوان تنادي بإيقاف تسليم الأسلحة إلى دول الشرق الأوسط، في الوقت الذي تعلم فيه أن أسلحة الدول العربية قد تحطمت وأن إسرائيل تحتفظ بأسلحتها، فماذا كانت تريد أمريكا؟ كانت تريد أن تفرض علينا إسرائيل ظروفها ظروف المنتصر، وكان علينا أن نقاتل بأيدينا لأنه في هذا الحال لم يكن يمكن أن يصل إلينا سلاح. ولكن الاتحاد السوفيتي رفض هذا وأمدنا بكل ما طلبنا من السلاح.

أيها الأخوة

         لولا الاتحاد السوفيتي لاصبحنا بلا سلاح لولا الاتحاد السوفيتي لاستطاعت إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحكم فينا جميعاً وإنني من هنا بعد أن سمعت كلمة الأخ النميري، الذي قال كيف عاونكم الاتحاد السوفيتي. أقول لكم إن الاتحاد السوفيتي عاوننا في بناء المصانع وعاوننا في إعطائنا كل ما طلبنا من الأسلحة. إننا نشكر الاتحاد السوفيتي على دوره العظيم على مساندتنا، ليس فقط في إمدادنا بالسلاح، ولكن أيضاً مساندتنا سياسياً ضد مساندة الولايات المتحدة لإسرائيل سياسياً، وقف الاتحاد السوفيتي يرفض بأي حال من الأحوال أن يقبل بأن نتنازل عن أي جزء من

<14>