إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

الجارفة التي سيشنها علينا الاستعمار وأعوان الاستعمار حتى نيأس من المستقبل. وبدأوا يقولون لقد بنوا الجيوش في أكثر من عشر سنوات، وقد تحطمت الآن الجيوش فماذا سيعطون، وكيف سيواجهون إسرائيل. وكانوا يقولون أن لا سبيل لنا إلا أن نستسلم ونخضع لإرادة الاستعمار وإرادة إسرائيل.

         ولكن الشعب العربي المصمم في كل مكان رفض هذا رفضاً قاطعاً ورفضاً باتاً. ظن الاستعمار بمؤامرة 5 يونيه أنه بلغ ما أراد وأن النظم الوطنية الثورية التقدمية التي تصدت لمقاومة الاستعمار في هذه المنطقة من العالم قد أصيبت بضربة بالغة، وليس أمام هذه النظم إلا أن تسقط وليس أمام الاستعمار إلا انتظار سقوطها.

         هل حدث ذلك فعلاً؟ أبداً. اليوم ونحن نبدأ أول يوم من عام 1970 أقول لكم أننا استطعنا في مصر أن نبني القوات المسلحة من جديد أضعاف ما كانت عليه في الماضي.

أيها الأخوة

         إننا استطعنا أن نعلم ما هي الأخطاء التي كانت، فاستطعنا أن نعمل على تصحيح هذه الأخطاء. إن كل فرد من أبناء مصر اليوم يدخل في القوات المسلحة، سواء كان في ذلك الفلاح أو العامل أو خريج الجامعة، كلهم جميعاً صفوف متراصة من أجل الدفاع عن الأهداف القومية ومن أجل الدفاع عن الأمة العربية.

         كلنا اليوم في مصر يد واحدة، وبعد هذا- أيها الأخوة- تصاعد العمل حتى استطعنا أن نرد على إسرائيل وعلى من هم وراء إسرائيل.

أيها الأخوة

         إننا اليوم نضع في جبهة القتال أكثر من 500 ألف مقاتل، وإننا سنسير في الطريق حتى نبني فعلاً الجيش القوي الذي يتكون من مليون مقاتل، حتى نتمكن من أن نجابه إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل.

أيها الأخوة

         إننا بهذا نعلم أننا لا نحارب إسرائيل وحدها ولا نقاوم إسرائيل وحدها، وإنما نقاوم إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية.

<4>