إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أيها الأخوة

         إن علينا أن نعمل، نعمل من أجل النصر، نعمل من أجل الحرية. إن أرضنا قد اغتصبت ليس فقط في سيناء، ولكن في الضفة الغربية وفي القدس وفي الجولان، ونحن نطالب بالقدس قبل سيناء، ونطالب بالضفة الغربية قبل سيناء، ونطالب بالجولان قبل سيناء.

أيها الأخوة

         إننا نسير في طريقنا وقد قال الأخ اللواء نميري إنكم مع اخوتكم في مصر الجيش جيش واحد والشعب شعب واحد، وهذا هو المعنى الكبير الذي يعبر عن وحدة وادي النيل وعن وحدتي مصر والسودان.

         إن الوحدة التي كانت في الماضي والتي كانوا ينادون بها في الماضي كانت وحدة بين الإقطاع. ولا يمكن لشعب بأي حال من الأحوال أن يقبل وحدة بين إقطاع. إنها تسمى في هذه الأحوال عملاً توسعياً.

         أما الوحدة التي ننادي بها اليوم فهي وحدة الأحرار، وحدة الثوار، وحدة العاملين من أجل البناء، وحدة قوى الشعب العاملة.

أيها الأخوة

         إن الجيش في مصر اليوم يعمل في خط النار ومعه- أيها الأخوة- من يمثل وحدة الجيش السوداني مع الجيش المصري، معه قوة من الجيش تقاتل على القنال وتحارب على القنال. وأنا سعيد اليوم في عيد استقلالكم هنا في السودان أن أحيي إخواننا قوات الجيش السوداني المرابطين على القنال. وأن أفخر أيضاً- أيها الأخوة- أن أحيي باسمكم من هنا في الخرطوم، من البلد الذي أعطانا الأمل حينما كان الاستعمار يريد لنا اليأس، من البلد التي قابلتنا في سنة 67 بعد النكسة وهي تقول سيروا في طريقكم فنحن معكم صامدون. من هنا من الخرطوم باسمكم شعب السودان الشقيق أحيي القوات العربية على جبهات القتال في كل مكان، في الجبهة المصرية، في الجبهة السورية.

أيها الأخوة

         هنا اليوم وأنا أتكلم من أرض الثوار، من الخرطوم الثائرة، أقول ماذا حدث هل حدث ما أراده لنا الاستعمار، هل حدث اليأس، هل حدث الاستسلام؟. أبداً، لقد حدث الصمود، لقد حدث التصدي. إننا اليوم- أيها الأخوة- ونحن نبدأ أول يوم من أيام 1970 نشعر أن الحال قد تغير، الجيوش العربية صامدة، والجيوش العربية تعمل من أجل تحرير بلادها، والمقاومة الفلسطينية ظهرت وبانت للعالم أجمع بعد أن كانت إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، قد تأكدوا أن فلسطين محيت كلها من الأرض،

<5>