إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

كما محوا كلمة فلسطين من التاريخ. ظنوا انهم محوا فلسطين من الوجود كما محوا الكلمة من الخرائط ومن كل أطلس في العالم أجمع. أبداً أيها الأخوة، خرج شعب فلسطين وظهر شعب فلسطين، وخرج الفدائيون وخرجت المقاومة الفلسطينية، ولم يكن هناك هدف لأي فرد من أبناء فلسطين الآن إلا أن يقاتل من أجل تحرير بلاده. لقد خرجت فلسطين تعطي الصورة الزاهية، الصورة المؤمنة، الصورة القوية، الصورة المجيدة، تعطي المثل للعالم أجمع للشعب الذي آثر أن يقاتل ويستشهد في سبيل أرضه وفي سبيل بلاده. لم يقضوا علينا، ولكنهم بعملهم هذا ومن مؤامراتهم مكنونا من الصمود، لم يستطيعوا أن يقودونا إلى طريق اليأس بل أخرجوا شعب فلسطين الذي ظنوا انهم قتلوه والذي ظنوا أنهم وأدوه، يحمل السلاح ويقاتل.

          إن هذا- أيها الأخوة- نصر للأمة العربية كلها.

أيها الأخوة

          هل استطاعوا فعلاً أن يفرقوا بين الجبهة الغربية على القنال وبين الجبهة الشرقية في الأردن أو في سوريا؟، أبداً أيها الأخوة، مع الأيام استطعنا أن ننظم واستطعنا أن ندبر واستطعنا أن نوحد وقامت الجبهة الشرقية تتعاون مع الجبهة الغربية.

أيها الأخوة

          إنني وأنا أتكلم إليكم هذا الكلام لا أريد أن أقول لكم إن هذه المعركة معركة سهلة، ولكنها معركة صعبة جداً، لماذا؟ لأنها معركة مع إسرائيل ومع من هم وراء إسرائيل. مع الدول الاستعمارية، مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم إسرائيل دائماً، والتي تريد منها أن تقضي على شعوب الأمة العربية، كما قضت أو كما تصورت إنها قضت على شعب فلسطين.

أيها الأخوة

          بالأمس قال أحد قادة إسرائيل إننا في الماضي حطمنا الجيوش العربية ولكننا في المستقبل لن نكتفي أبداً بتحطيم الجيوش العربية، ولكننا لابد من أن نكسر مقاومة الشعوب العربية. كيف يستطيع هذا القائد الإسرائيلي أن يكسر مقاومة شعوب الأمة العربية، انهم يعرفون الآن. لقد كانوا في سنة 1967 يقولون انهم في انتظار الاستسلام، انهم يعرفون الآن من الذي صمد، من الذي وقف، من الذي صمم. يعرفون من الذي قرر هذا، هي الجماهير العربية، ليس في القاهرة فقط، ولكن في كل بلد عربي. وكما قال أخي نميري الآن في الخرطوم وفي عطبرة وفي بورسودان وفي كل مكان. وأنا أقول لكم كان هذا أيضاً رغم القواعد الأمريكية في طرابلس وفي بني غازي وفي لبنان، كان الشعب اللبناني المجاهد البطل الذي يقف أيضاً من أجل الصمود وفي

<6>