إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

الأردن وفي العراق وفي سوريا وفي كل مكان، وقف الشعب العربي والجماهير العربية هي التي عقدت إرادتها على أن تصمد وأن تكافح وأن تناضل وأن تضحي وأن تعمل حتى النصر.

         يقول القائد الإسرائيلي بالأمس إننا في الماضي قد حطمنا الجيوش ولكننا في المستقبل لن نحطم الجيوش  فقط، لابد أن نكسر مقاومة الشعوب. كيف يستطيع أن يقول هذا، وكيف يتخيل إنه سيتمكن من كسر مقاومة الشعوب. إن هناك من يدعمه ومن يساعده على أن يتصور هذا التصور ويتخيل هذه التخيلات، فإن أمريكا والولايات المتحدة الأمريكية لم تعط إسرائيل بعد التوسع وبعد احتلال الأراضي العربية بعد معركة 67.

         لم تعطها طائرات الـ سكاي هوك القاذفة المقاتلة لتدافع عن أرضها ضد العرب، ولم يكن في هذا الوقت هناك جيوش عربية. فلقد كانت الجيوش العربية قد تحطمت، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت إسرائيل في هذه الأيام طائرات الـ سكاي هوك قاذفة القنابل حتى يدب اليأس في قلوبنا. ولما لم يدب اليأس في قلوبنا قال القائد الإسرائيلي بالأمس إن عليهم أن يحطموا مقاومة الشعوب العربية، بماذا؟ بالطائرات الفانتوم التي تعطيها الولايات المتحدة الأمريكية، بالأسلحة التي تعطيها الولايات المتحدة الأمريكية. وأنا أقول لهم هنا من بين هذا الشعب الطيب المناضل البطل الذي رأيته في سنة 67 بعد الهزيمة وهو مصمم على النصر، ويدعونا إلى القتال ويرفض اليأس والاستسلام. إن الشعوب العربية لن تقهر مقاومتها أبداً، ولكنها ستقاوم الصهيونية وتقاوم الاستعمار وستساعد شعب فلسطين حتى النصر العزيز بإذن الله.

أيها الأخوة

         لقد حاول الاستعمار بكل الوسائل طوال السنتين ونصف أن يكسر من مقاومتنا وأن يجعلنا نستسلم ونسير في طريق غير طريق الصمود.

         إننا كنا نريد السلام، ولكننا لم نقبل أبداً بأي حال من الأحوال إننا نقبل الاستسلام من أول يوم بعد النكسة، قلنا إننا نعمل من أجل السلام. وهناك أيها الأخوة فرق كبير بين السلام وبين الاستسلام. وقد أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وهي تدعم إسرائيل بكل وسيلة من الوسائل أن يستمر تدعيمها، ليس فقط بالسلاح، ليس فقط بالمال، ولكن في المجال السياسي. فكانت تعمل على أن تحول قرار مجلس الأمن إلى مشروعات مشوهة وتقول إن قصدها من هذا السلام ولكننا نعرف أن قصد الولايات المتحدة الأمريكية كان دائماً هو تمكين إسرائيل من رقاب الأمة العربية، وتمكين إسرائيل من أرض الأمة العربية. فقد رفضنا دائماً هذه المشروعات المشبوهة من سنة 1968 وسنة 1969، كانت المشروعات تتلخص أساساً في التفرقة بين العرب، تسوية لمصر وحدها، ثم بعد هذا تسوية للأردن. وكنا نعلم أن هذا يعني أن القدس قد ضاعت وأعطيت لليهود، وأن الضفة الغربية قد ضاعت وأعطيت لإسرائيل. ولهذا رفضنا. وقالوا لنا إن مسالة الحدود مع مصر ليست مسألة نقاش وليست مسألة مفاوضات، مسألة الأرض مع مصر ليست مسألة نقاش ومسألة مفاوضات.

<7>