إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

فقلنا وماذا عن القدس؟ وماذا عن الضفة الغربية؟ إننا لا نفرق بين الأرض المصرية والأرض الأردنية والأرض السورية، إنها أرض عربية، إننا جميعاً أمة عربية.

أيها الأخوة

         هذه المشروعات المشبوهة للتسوية التي قامت بإعدادها وتقديمها الولايات المتحدة الأمريكية، أعرف تماماً أن الجماهير العربية الصامدة، الجماهير العربية الثائرة، الجماهير العربية المصممة، لن تقبلها بأي حال من الأحوال. وإننا- أيها الأخوة- لا يمكن أن نقول إننا نريد الحرب فقط من أجل الحرب، ولكننا نريد الحرب من أجل التحرير، نريد تحرير أرضنا التي استولت عليها إسرائيل، نريد الحرية لأرضنا ولأبنائنا الذين يسكنون في القدس وفي الضفة الغربية. نريد هذا، ولكن لا نريد الحرب من أجل الحرب. إن التحرير ليس فقط حق لنا، ولكنه واجب علينا. حينما نقول هذا يقولون إن العرب يريدون الحرب، قلناها وقلناها مرات ومرات، إننا نعمل من أجل السلام، وإننا نريد السلام ولكننا لم نرض أبداً بالمشاريع المشبوهة التي تدعونا إلى الاستسلام. فقالوا انهم يريدون الحرب من أجل الحرب. وأنا أقول إن الأمة العربية لا تريد الحرب من أجل الحرب، إنها تريد تحرير أرضها جميعاً، لن تتنازل عن شبر من أرضها بأي حال من الأحوال.

أيها الأخوة

         هذا هو ما أرادوه لنا، وهذا هو ما عملناه نحن الجماهير، جماهير الشعب الثائرة، جماهير الشعب العاملة. أرادوها حرباً نفسية علينا في كل بلد من أنحاء الأمة العربية، فهل أثرت الحرب النفسية فينا؟ أبداً، لن تؤثر الحرب النفسية فينا بأي حال من الأحوال. وأنا أقول هذا وعندي الدليل بعد أن زرت ليبيا مع الأخ النميري في الأيام الأخيرة، وكنت أشعر فعلاً بعد قراءة الصحف الاستعمارية أن هناك بصيصاً من اليأس قد يدب في قلب الأمة العربية. وكنت أتساءل، هل سنستطيع أن نصمد في هذه المعركة؟ وكنت أقول لقد صمد أقوام من قبلنا، صمدوا في الحرب العالمية الثانية، صمدوا في الاتحاد السوفيتي، وصمدت بريطانيا، وبعد سنوات استعادوا قوتهم واستطاعوا أن يحرروا أراضيهم واستطاعوا أن يهزموا قوى النازية التي تتمثل بها القوى الإسرائيلية. لم تتمكن أيها الأخوة الحرب النفسية أن تؤثر علينا.

أيها الأخوة

         كل هذا عملوه، وكل هذا أرادوه، ولكن الأمة العربية صمدت، الأمة العربية المؤمنة سارت في طريقها مؤمنة بالله مؤمنة بنفسها، مؤمنة بحقها، مؤمنة بعزتها، مؤمنة بنصرها. وأعلنت إنها ستضحي وستعمل وستقدم كل شئ الغالي والرخيص، الأرواح والدماء، والأموال من أجل المعركة المصيرية. ومن أجل حرية الأرض. كل هذا أرادوه لنا، ولكن ماذا حدث؟ حدث عندما أراد الاستعمار أيها الأخوة في هذا الجو، في هذه الظروف، في هذه الأيام الصعبة تحت هذا الضغط الشديد، ونحن نقابل إسرائيل، ونقابل من ورائها الولايات

<8>